هل يمكن للثقافة والأدب والفنون أن تعيش بدون دعم في ظل نظامنا الاقتصادي الحالي؟ وهل يمكن ضمان دينامية ثقافية حقيقية بدون مال؟ ماذا إذن عن محنة المبدع والمثقف والأديب حين لا يجدون من ينصفهم لا ماديا ولا معنويا في ظل نظام اقتصادي لا يعترف بالرمزي ويقوم على المردودية المادية المباشرة؟
لكن ماذا عن حالتنا المغربية؟ هل نجحت الإدارة العمومية والمؤسسة الاقتصادية الخاصة في بلادنا في دعم الفكر والإبداع والاستثمار في الثقافة؟ وهل القطاع الاقتصادي والمالي في المغرب واع فعلا بدوره الثقافي؟ ما الذي يمنع نخبتنا الوطنية من المقاولين من الانتماء للعصر وبلورة تصور شمولي يعطي الأولوية للتنمية الشاملة وفي عمقها التنمية الثقافية عوض هذا الهوس بالمردودية السريعة والربح على المدى القصير؟ أيضا، ماذا عن الدولة؟ لماذا نعاني حتى اليوم من غياب سياسة عمومية في مجال الاستثمار في الثقافة؟ وكيف يمكننا تجاوز معضلة ضعف الاستثمار العمومي في مجالات الثقافة؟
وأخيرا، ألا يمكن القول بأن المال المغربي حينما يخذل مبدعي هذا الوطن فإنه يفتح الباب على مصراعيه للدعم الأجنبي وللمعاهد الأجنبية التي تكون لها أحيانا شروط وأولويات ثقافية غير أولوياتنا؟ فلماذا ننتقد المبدعين الذين يلجؤون إلى المعاهد الأجنبية بعد أن تخلينا عنهم ماديا؟ متى نستوعب كدولة ومجتمع أن المال الوطني لا يدعَم فقط بل يُحصِّن أيضا؟
سؤال الثقافة والمال يطرحه ياسين عدنان في حلقة هذا الأسبوع من مشارف على الأستاذ امحمد كرين الرئيس المنتدب لمؤسسة الرعاية لمجموعة مالية وطنية كبرى.
موعدكم مع هذه الحلقة من مشارف مساء الأربعاء 26 ديسمبر 2012 على الساعة الiعاشرة مساء على شاشة القناة الأولى.
مشارف برنامج ثقافي أسبوعي من إعداد وتقديم ياسين عدنان، إخراج أحمد النجم.