تولي وزارة الثقافة والاتصال –قطاع الثقافة – ضمن مخططها العملي والتنفيذي في مجال حماية وتثمين التراث الثقافي اهتماما خاصا بالمعارف والمدارك والمهارات التقليدية التي تتعرض لخطر الانقراض والزوال نتيجة عوامل عديدة منها العولمة والعصرنة وتغير أنماط العيش، والتي تستدعي صونا عاجلا من خلال إعداد مخططات الصون والإحياء والتثمين بمشاركة الممارسين والمعنيين بالأمر. وفي هذا الصدد، شرعت وزارة الثقافة والاتصال - قطاع الثقافة في إعداد ملف ترشيح "المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات" بغية إدراجها لدى اليونسكو ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، في إطار تفعيل اتفاقية اليونسكو لسنة 2003 الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي والتي صادق عليها المغرب سنة 2006. وقد أعطيت الانطلاقة الرسمية لإعداد هذا الملف الهام من خلال اللقاء التشاوري الذي عقدته وزارة الثقافة والاتصال –قطاع الثقافة – بمدينة الرشيدية يوم 23 أبريل 2019 الماضي بتعاون مع مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال اللامادي المغربي.
وفي هذا الصدد تقدمت الوزارة بتعاون مع مؤسسة مفتاح السعد للرأسمال غير المادي المغربي بطلب تسجيل "المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات" لدى اليونسكو كخطوة مهمة في مسار إحياء هذه المنشآت حتى تستمر في أداء دورها الأصلي أو إعادة توظيفها في برامج تنموية أخرى كإدماجها في المسارات السياحية والثقافية. ولهذا الغرض تم اختيار نموذج الخطارات المتواجدة بمنطقة غريس الأوسط ( من تزكاغين إلى فزنة) لتكون موضوع الملف الذي سيودع لدى اليونسكو قبل متم شهر مارس 2020 كعملية أولية ونموذجية يمكن تعميم نتائجها في المستقبل على باقي مناطق المغرب التي تتميز بتواجد هذه المنشآت المائية.
هكذا، سينضاف ملف "المهارات والمعارف التقليدية المرتبطة بالخطارات" إلى مجموعة من الملفات الأخرى المرتبطة بعناصر أخرى من التراث الثقافي غير المادي المغربي التي تم إيداعها لدى اليونسكو في انتظار تسجيلها لتلتحق بالعناصر السبعة التي تم إدراجها سابقا ضمن لوائح اليونسكو.