كشفت التحقيقات التي قامت بها المصالح الأمنية و الاستخباراتية المغربية على خلفية تفكيك خلية الساحل و الصحراء، أن الجهاديين المرسلين لمالي او المزمع إرسالهم كان الغرض من ذلك هو صقل مهاراتهم القتالية ليعاد إرسالهم للمغرب من طرف القاعدة بالمغرب الاسلامي قصد ضرب المقرات الامنية و السياحية عبر عمليات إرهابية نوعية.
و أفادت مصادر قريبة من التحقيق أن المعطيات المتوفرة أظهرت أن "جماعة القاعدة بالمغرب الاسلامي" و" الحركة من اجل التوحيد و الجهاد بإفريقيا الغربية" أصبحتا مشتلا لجلب المقاتلين المغاربة في صفوف القاعدة بشمال مالي.
و قد استطاعت مجموعة مكونه من 20 مغربيا التسلل للصحراء المالية عبر عدة منافذ كالجزائر و موريتانيا . و استطاعت المصالح الأمنية من تحديد هوية هذه المجموعة الجهادية بمالي و المكونة من حميد مريدي، إدريس مايشو ، إبراهيم قدوري، يونس زازا و الذين كانوا قد تلقوا تداريب عسكرية شهر نونبر من السنة الماضية بمعسكر "انصار الشريعة" ببنغازي بليبيا قبل ان يتم نقلهم إلى مالي.
و كانت مجموعة اخرى مكونة من سعيد دقاق ، فؤاد عمران ، محمد لمرابط قد التحقوا بمالي عبر رحلة جوية من المغرب إلى الجزائر و من بعد ذلك إلى مالي.
و تمكنت المصالح الأمنية من توقيف و تحديدي هوية عدد من المنتسبين لنفس التنظيم، كالحسين عمر والأخويين هشام و رشيد العوني بينما لا يزال البحث قائما على رشيد الجابري. كل هؤلاء كانوا مكلفين بالاستقطاب لصالح القاعدة بالمغرب الاسلامي.
و كشفت التحريات الدور الطليعي الذي كان يقوم به الناشط الصحراوي الذي له ارتباطات بمخيمات بوليساريو علوات بابا، الموجود الآن بالديار المالية و الذي استطاع استقطاب أربعة أفراد من مدينة العيون كانوا بصدد الانتقال لمخيمات البوليساريو قصد تزويدهم بوثائق السفر تنبث هويتهم كصحراوين من " الجمهورية الصحراوية"، قبل إرسالهم لمنطقة الساحل و الصحراء للانضمام لفلول الحركات الجهادية.
و يوجد من بين الموقوفين بالعيون محمد سالم خيا الكهربائي المهنة و الذي قام بصناعة صاعق سنة 2007 و كان يستعد لوضع خبرته في خدمة المجموعة الارهابية لصنع المتفجرات.
و مكنت نفس الابحاث من توقيف و كشف الدور الذي كان يقوم به المهاجر السري المالي الجنسية دانبل نوهو، الذي كان مكلفا بعملية صرف المبالغ المالية مقابل عمولة من 20 في المائة التي كان يسلمها للمتطوعين للجهاد شمال مالي.
وأظهرت عدد من الصور التي التقطها مراسلون بشمال مالي ان عددا من معدات القاعدة بشمال مالي تعود للجيش الليبي و التي استحوذ عليها المقاتلون الاسلاميون خلال الحرب بليبيا. و توجد من بين المعدات سيارات جيب عسكرية من صناعة مصرية كان القدافي قد اشتراها من هيأة التصنيع الحربي المصرية قبل اندلاع الحرب.