فوجئ عدد من مهنيي الاعلام بتهريب حفل جائزة الصحافة لهذه السنة و توجيه الدعوات بطريقة شبه سرية، تفاديا ربما للاحتجاج لان منظمي الحفل يعلمون قبل غيرهم ان ما اعلنوا عنه لا يرقى للمطلوب.
وغاب عن حفل تسليم الجائزة الوطنية للصحافة غالبية الصحافيين المهنيين و مديري المواقع الاخبارية. كما انتقد صحافيون نتائج "اللجنة" التي جائت متدنية و مسجلة منعطفا خطيرا في مهنة الصحافة بالمغرب.
ومن غرائب الحفل ، منحت لجنة تحكيم الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة برسم دورتها الـ15، جائزة صنف الصحافة المكتوبة لصحافي من جريدة متوقفة عن الصدور وسبق أن أعلنت إفلاسها وعمدت الى تسريح جميع صحافييها والعاملين بها.وتساءل مهنيون إذا كانت الجريدة لم يعد لها أي وجود منذ مارس 2017، أي قبل الاعلان عن فتح باب الترشيحات لنيل الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، فكيف يعقل ان يتقدم الصحافي بالوثائق المكونة لملف الترشيح في الفترة الممتدة ما بين 20 شتنبر وإلى غاية 20 أكتوبر 2017؟
هذه السابقة الخطيرة تكشف بما لا يدع مجالا للشك بان جائزة الصحافة زاغت عن مسارها و اصبحت حكرا على مواقع الاعلانات و التواصل المؤسساتي التي يشتغل فيها قدماء ممتهني "تكسالت" في الحمامات الشعبية. أما تقسيم الدعم العمومي على الصحافة فتلك فضيحة تقتضي زازالا سياسيا يضرب عش ما يسمى "قطاع الاتصال" للقطع مع الريع و الاتكالية و فتح المجال للطاقات الخلاقة.
ومن مهازل هذا الحفل بقاء طاولات الاكل و الحلويات كما هي لم يلمسها احد بفعل قلة الحاضرين للحفل المذكور و هو ما يفتح باب المساءلة حول إهدار المال العام و التبدير بدون مبرر.