قررت المحكمة الابتدائية بالرباط يوم الثلاثاء 20 نونبر، تأجيل النظر في ملف قضية الناشط الافريقي كمرا لاي لغاية 18 دجنبر. و طالب المحامون المؤازرون لكمارا بتأجيل الملف لعدم وجود مترجم كون المتابع لا يفهم العربية.
و طعن المحامون في محاضر الشرطة القضائية التي بموجبها اعتقل الناشط الافريقي، لكونها حررت باللغة العربية و المتابع وقع عليها بدون معرفة ما يوجد بها. وكانت نفس المحكمة قد قضت يوم 9 نونبر بتمتيع الناشط الجمعوي والحقوقي كمارا لاي، المنسق الحالي لجمعية "مجلس المهاجرين جنوب الصحراء بالمغرب"، بالسراح المؤقت و الاستجابة لمطالب الدفاع بتأجيل الملف إلى 20 نونبر.
و فوجئت هيأة الدفاع في جلسة 9 نونبر بظهور تهمة جديدة لكمارا لاي و هي الإدلاء بوثائق مزورة قصد الحصول على بطاقة الإقامة بالمغرب بلإضافة للتهمة الاولى و هي تجارة الممنوعات من سجائر و خمور مهربة. و حددت محاكمة أخرى خاصة بهذه التهمة في 4 دجنبر القادم منفصلة عن الملف الاول.
و اعتقل كمارا لاي من منزله بحي التقدم بالرباط يوم 20 أكتوبر من قبل الشرطة بتهمة حيازة ممنوعات و هو ما نفته الهيآت المآزرة له. و أفادت مصادر متطابقة ان كامارا كان سيرحل عبر وجدة في حينه، لكن حضور محامين للدائرة الثالثة للأمن عجل بتقديمه للنيابة العامة.
و شهدت محاكمة كمارا تنظيم وقفة احتجاجية يوم 9 نونبر لنشطاء سبع هيآت مدنية كانت قد عقدت ندوة صحافية بالرباط يوما قبل المحاكمة كما حظر نفس النشطاء لمؤازرة كمرا الثلاثاء.
و كانت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية عدالة وائتلاف جاليات الأفارقة جنوب الصحراء في المغرب، ومجلس المهاجرين الافارقة جنوب الصحراء بالمغرب، ومنتدى بدائل المغرب، ومجموعة مناهضة العنصرية والمرافقة والدفاع عن الاجانب والمهاجرين، ومنظمة حريات الإعلام والتعبير، قد طالبت خلال ندوة صحفية نظمت سابقا حول مستجدات وضعية حقوق المهاجرين بالمغرب بالمقر المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، بإطلاق سراح كمارا لاي ، معتبرة اعتقال كمارا مرتبطا بـ"مجموعة من الحملات التعسفية غير المبررة عرفتها عدة مدن مغربية"، موضحة أن هذه الحملات استهدفت المهاجرين واتسمت بالاستعمال المفرط للقوة اتجاه مواطنين من جنوب الصحراء.
و أجمعت كل الهيآت المدنية أن هذه الاعتقالات والترحيلات تفاقمت حدتها في الأسابيع الأخيرة، وشملت، استنادا إلى تقارير وشهادات واردة من عدة مدن مغربية، النساء والقاصرين والطلبة واللاجئين المتوفرين على بطاقة المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
وأشاربيان صادر عن الهيآت أن الوضعية الحالية للمعتقلين والمرحلين الأفارقة رافقها "تعتيم وتغليط إعلامي خطير من بعض المنابر الرسمية وغير الرسمية"، مؤكدة أن هاته الأخيرة تُظهر المهاجرين جنوب الصحراء في صور سلبية متعددة، كإرهابيين ومرتكبي للجرائم وعاهرات ومروجين للمخدرات.