يروج عدد من الثورجيين و محترفي الصياح هذه الايام بعدد من المنابر الاعلامية، أن ما يجري في الحسيمة ونواحيها من حراك هو مقدمة لعودة الربيع العربي للمغرب. وهناك من البعض من كتب و أفتى ب "عودة الربيع إلى المغرب" و قرب ركوب الشعب المغربي للسفينة المجنونة التي تتقاذفها البحار المسماة "الربيع العربي".
الخريف العربي جر الويلات على الشعوب العربية وخلف أكثر من مليون قتيل وجريح، وعشرات الملايين من اللاجئين وسنوات إلى الوراء من الاقتصاد و عربدة التيارات المتشددة و الارهابية بل حتى الجريمة المنظمة و تجارة البشر كما هو حال ليبيا. إن من يروج لهذه المغالطات يسير في ركب الانفصاليين أو المتطرفين و نذر الشؤم التي تنعق كالغربان حتى يحل الخراب.
إن من يريد ان ببيع للمغاربة وهم "الربيع العربي" و مناصرة المظلومين و الثورة ضد الفساد و الاستبداد، يدفع المغاربة نحو سجن كبير و يمارس عليهم التضليل الاديلوجي، كما يفعل هذه اليام عدد من يتامى الثورة المؤودة. هذا الربيع الغشاش لم تجن منه الشعوب سوى الذمار، اما اصحاب الحال فبقوا في اماكنهم و ان تغيرت الصورة.
فكل من ركب سفينة الربيع حلت بهم اللعنات و تشتت بهم السبل و تحول سكان بلدان عربية إلى مشردين أو لاجئين، وأطفالهم اصبحوا تحت رحمة تجار البشر. إن من يزعم و يروج بكون استمرار الاحتجاجات بالريف لمدة تفوق سبعة شهور مرده إلى اعتماد الدولة على سياسة التماطل والالتفاف على المطالب الاجتماعية والاعتماد على المقاربة الأمنية في التعامل مع المحتجين مضلل و سميار للوهم. فما يعانيه الريف يعانيه المغرب اكمله، الا ان تجار الوهم بالمنطقة يلعبون على الوتر الحساس لذلك نجدهم يتحالفون مع انفصاليي الداخل ليعزفوا نفس تقسيمة الابتزاز للدولة.
اما الترويج بكون استمرار احتجاجات الريف تراجع للمغرب على المكتسبات الديمقراطية التي حققها في السنوات الماضية، وبداية لـ"ربيع مغربي جديد"، فهو خطاب تبسيطي ساذج، لان الايام ستكشف زيف هذه الهستريا الجماعية، فقريبا سنسمى الاشياء بمسمياتها. فالحراك هو قلاقل و محسن فكري مهرب سمك وكثير من المحتجين لا يعرفون لماذا يحتجون و من بينهم الغوغاء و الدهماء.