أكد سفير المغرب بباماكو، حسن الناصري، أن المغرب المرشح ليشغل منصب عضو كامل العضوية في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو)، يرغب في أن يقدم لهذه المجموعة الإقليمية قيمته المضافة في مجال التقدم السوسيو– اقتصادي والتنمية البشرية، وتعزيز قدراتها في المجال العسكري والأمني وفي مجال الوساطة.
وأوضح الناصري في حديث خص به "جورنال دو مالي" نشر اليوم الجمعة، أن المغرب مرتبط ببلدان (سيدياو) بحزمة روابط ذات طبيعة بشرية وثقافية وروحية، وكذا بعلاقات سياسية واقتصادية وتضامنية ودعم فعال، بالإضافة إلى الارتباط المؤسسي باعتبار صفة العضو المراقب التي يتمتع بها منذ سنة 2005.
ومن الناحية الإنسانية، يقول السيد الناصري، فإن التدفقات البشرية لم تتوقف منذ قرون، وهي تدفقات كانت حاملة لمبادلات مكثفة على الأصعدة التجارية والدينية والثقافية والاجتماعية، مضيفا أن هذه العلاقات مستمرة اليوم بفضل حضور آلاف الطلبة من بلدان مجموعة (سيدياو) بالمغرب، وكذا بفضل اختيار ما يقرب من 15 ألف من مواطني المجموعة المملكة كأرض للاستقرار.
وعلى المستوى الديني، يضيف الدبلوماسي المغربي، لابد من التأكيد على أهمية تقاسم الدين الإسلامي القائم على المذهب المالكي.
وأضاف أنه على المستوى السياسي، "يمكن أن نذكر برقم دال وهو قيام صاحب الجلالة الملك محمد السادس، خلال السنوات ال 15 الماضية، ب24 زيارة ملكية لأحد عشر بلدا من بلدان (سيدياو)".
وأشار إلى أنه في المجال الاقتصادي، يعد المغرب المستثمر الأول في غرب إفريقيا، مع العلم أن هذه المنطقة لا ينظر إليها في المغرب كوجهة للصادرات، ما دامت مجموع بلدان المنطقة لا تتلقى سوى 6 في المائة فقط من الصادرات المغربية، مقابل 65 في المائة من الاستثمارات المغربية المباشرة في إفريقيا.
وبالإضافة الى هذه الجوانب، يقول السيد الناصري، فقد أظهر المغرب دائما تضامنا فعالا مع بلدان المجموعة خلال الأزمات التي عانت منها بعض هذه البلدان، وشارك في عمليات حفظ السلام في المنطقة، هذا فضلا عن جهود الوساطة لحل النزاعات.
وفي سياق آخر، أكد الناصري أن العودة الطبيعية للمملكة للاتحاد الافريقي، أسرته المؤسسية، تعتبر فرصة مطلوبة لتقريب وجهات النظر وتوحيد الجهود الافريقية المشتركة لتحقيق أحلام الآباء المؤسسين وتحقيق تطلعات الأجيال الصاعدة.
وأضاف أنه "من الواضح أنه ونحن مجتمعون، فإن عددا من النزاعات، الكامنة والجلية، سوف تتراجع لصالح الحوار اليومي والمباشر بين مختلف أعضاء أسرتنا الكبرى"، مشيرا إلى "كل طرف سيقدم خبراته، ويضع علاقاته القارية والدولية رهن الإشارة من أجل التغلب على مكامن سوء الفهم وتحسين مبادلاتنا ومظاهر تكاملنا في إطار أخوي".
وفي معرض حديثه عن العلاقات المغربية المالية، أكد الناصري أن " مالي تكتسي طابعا رمزيا بالنسبة لجلالة الملك، بالنظر للعلاقات العريقة التي تربطنا، ونموذج الشراكة التي تجمعنا، وكذا الود الذي يحيط به جلالة الملك هذا البلد الشقيق".
وأبرز السفير المغربي أيضا، في هذا السياق، الحضور القوي للمقاولات المغربية في مالي والمساعدة الكبيرة التي تقدمها المملكة لهذا البلد.