اعتبر وزير الخارجية الإسباني مانويل مارغايو أن استفتاء تقرير المصير في منطقة كتالونيا يعتبر بمثابة انقلاب ضد الدولة. وتعيش منطقة كتالونيا على إيقاع الحملة الانتخابية الخاصة بانتخابات الحكم الذاتي يوم 25 نوفمبر الجاري، وارتفعت الانتقادات والاتهامات بين حكومة كتالونيا التي ترغب في الانفصال عن اسبانيا عبر تقرير المصير والحكومة المركزية في مدريد التي تعتبر أن كل عملية انفصال هي غير قانونية.
و تأتي الازمة التي تعيشها الحكومة الاسبانية مع الانفصاليين الكتلان لتظهر الهدف الحقيقي للنشطاء الاسبان الداعمين لأطروحة البوليزاريو، فهم لا يدعمون إلا قضيتهم. كما اكدت محاولة لي دراع إسبانيا من طرف القوميين الكتلان بأس أطروحة الانفصال والبعد السحيق لتقرير المصير، الذي لا يشكل إلا إرهابا فكريا و تدخلا سافرا في مبدأ صيانة الوحدة الترابية للأمم.
وكشفت قضية التلويح بتقرير المصير بكتالونيا البعد الانفصالي و الرغبة الدفينة لدى متزعمي الدفاع عن أطروحة البوليزاريو لخدمة مصالهم القوميةالضيقة. القضية كشفت أيضا كيف استغل القوميون الكتلان سذاجة بعض الاطراف لتصدير الفكر الانفصالي بل لاحتضانه بشتى الوسائل كما فعلو مع جميع الاصوات الانفصالية من الداخل و من تندوف.
إن الاصوات العاقلة اليوم بإسبانيا اكتشفت اللعبة و أصدرت بيانا يضم مئات المثقفين للتنديد بالمخطط الانفصالي الذي يقوده حزب يميني شبه متطرف. و يبقى على العقلاء في اسبانيا مراجعة الوقف الداعم لأطروحة الانفصال لبوليزلريو و من يدعمها في السر و العلن.
فالمطالبة بنبذ الانفصال لن يكون ذا معني أخلاقيا إذا لم يرتبط بنبذه عند الاخرين. و على المثقفين الاسبان أن يهبوا في صحوة ضمير للتنديد بالتضليل الاعلامي التي تمارسه الاوساط الانفصالية الاسبانية لصالح بوليزاريو مند سنين. و بذلك سيكونون قد ادوا واجبهم امام التاريخ كمثقفين و كشهود على صحوة الضمير التي لا يمكن ان تأتي إلا ممن يمثلون ضمير الأمة من مثقفين و فنانين و سياسيين نزهاء.