كشفت التحقيقات التي باشرتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية مع أفراد خلية "أنصار الشريعة في المغرب الاسلامي"، أن الموقوفين متشبعون بالفكر الجهادي وكانوا على صلاة مع إسلامويين متشددين من خلال المنتديات الجهادية. و كشفت التحقيقات أن أفراد الخلية كانوا يتبادلون المعلومات مع جهاديين من جنسية جزائرية و مصرية إضافة لمغربي مقيم بأوربا.
و اختار أفراد الخلية تقنية التحكم في التفجيرات عوض العمليات الانتحارية و ذلك من خلال تصنيع جهاز للتحكم عن بعد في العبوات الناسفة. و توصل أفراد الخلية من خلال الشخص المصري على موسوعة تحمل اسم " عبد الله ذو البجدين" تتعلق بصناعة مختلف أنواع القنابل السامة و العبوات الناسفة التي يمكن تحميلها عبر الانترنيت. و مما يبرز الطابع العملي لتخطيط أفراد الخلية، فقد استقر رأيهم على التركيبات التي تتألف من مواد متوفرة بالسوق المغربية لتكون سهلة التجميع و التركيب. و جاء ذلك بعد العديد من الأبحاث حول طرق خلط التركيبات. و قد حجزت المصالح الأمنية عند الموقوفين مخطوطات لكل الوصفات التي تشرح كيفية صناعة العبوات الناسفة و ذلك بمنزل احد الأعضاء بالقصر الكبير. وهذا الاخير -العقل المدبر للتنظيم- هو الوحيد الذي اكتسب خبرة نظرية في كيفية إعداد العبوات الناسفة. و قد كشفت التحقيقات انه كان ينوي استغلال سفر أفراد أسرته ليقوم بتجارب على العبوات الناسفة .
من جهة أخرى قام عضو آخر من نفس الخلية عبر توجيهات المتشدد المصري "أبو عصيد" باقتناء عدد من المكونات الكهربائية قصد صناعة آلة التحكم عن بعد شبيهة بتلك التي صنعها الإرهابي عادل العثماني العقل المدبر لتفجير مقهى أركانة بمراكش و الموجود الآن في السجن. هذا الشخص انخرط في مشروع تصفية أقرب أقرباءه و هو أحد إخوته الذي يعمل عون سلطة. و قد اقتنع المعني بالأمر بعد استشارة أحد أدعياء العلوم الدينية و الفتوى "أبو محمد المقصدي" بإيعاز من رفيقه ببودنيب لكون الأخ عون السلطة و" يخدم الطاغوت" حسب قناعاتهم التكفيرية.
وقام أعضاء الخلية بتنظيم لقاءات تنسيقية، قبل الخوض في عمليات كبيرة، باستهداف مقر البرلمان، وبنايات مصالح الأمن ومواقع سياحية، خصوصا في مدن ورزازات والرشيدية، كما كانوا يطمحون إلى لإقامة مخبإ بالريف قصد تخزين الأسلحة والمتفجرات.
وخطط أعضاء هذه الخلية للهجوم على الثكنة العسكرية للقوات المسلحة الملكية وفرقة الدرك الملكي بناحية بودنيب بإقليم الراشدية، واستهداف القاعدة العسكرية لإقليم طانطان التي تعرف مناورات عسكرية مشتركة مغربية - أمريكية، وذلك بغية تحصيل كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة.
وخطط أعضاء الخلية لاختطاف يهود بمناسبة الموسم السنوي لهذه الطائفة بمدينة وزّان قصد تبادلهم بالمعتقلين الفلسطينيين بإسرائيل، بالإضافة إلى نية أحد أعضاء الخلية مهاجمة عناصر الأمن الإسباني المكلفين بالحراسة بمدخل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، وذلك بواسطة الأسلحة النارية أو آليات ناسفة.
ومن أجل تمويل مشروعهم الإرهابي خطط أعضاء الخلية الإرهابية للهجوم على سيارات نقل الأموال وخصوصا شركة برينكس ومهاجمة وكالات بنكية وقباضات الضرائب ووكالات توزيع الماء والكهرباء.
وحاول أعضاء هذه الخلية استغلال تنقُّل بعض نشطائها في مخيمات "الجماعة المقاتلة ببلاد المغرب الإسلامي" بشمال مالي، وذلك من أجل ضمان الدعم المالي والعسكري اللازم لمقاولتهم الإرهابية.