كتبت صحيفة (ذو ساوثرن تايمز)، التي يوجد مقرها بويندهوك (ناميبيا)، الاثنين، أن المغرب نجح في فرض نفسه، خلال العقد الأخير، كقوة اقتصادية كبرى بإفريقيا جنوب الصحراء.
وسجلت اليومية، الموجهة للقراء في منطقة إفريقيا الجنوبية برمتها، أن عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، خلال القمة الثامنة والعشرين لرؤساء الدول الإفريقية التي احتضنتها العاصمة الإثيوبية يومي 30 و31 يناير الماضي، تعد ثمرة هذا التوسع الاقتصادي الملحوظ للمغرب في العديد من المناطق الإفريقية.
وتوقفت الصحيفة، في معرض تحليلها لهذا التوسع المغربي، عند تعدد الوجهات التي تؤمنها الخطوط الملكية المغربية في إفريقيا، موضحة أنه خلال العقد الماضي، عززت الخطوط الملكية المغربية شبكتها عبر أنحاء القارة، من خلال رفع عدد الوجهات التي تؤمنها من 14 وجهة سنة 2007 إلى 32 وجهة سنة 2016. وتابعت الصحيفة أن المغرب عزز، بالموازاة مع ذلك، مبادلاته التجارية مع باقي دول القارة، لا سيما بلدان إفريقيا جنوب الصحراء.
وأبرزت الصحيفة، استنادا لتقرير الأمم المتحدة حول الاستثمارات في العالم لسنة 2016 (وولرد إنفستمنت ريبورت 2016)، أن المملكة المغربية استثمرت، خلال سنة 2015 لوحدها، 600 مليون دولار في بعض دول غرب إفريقيا.
وأشارت الصحيفة، استنادا إلى أرقام البنك الإفريقي للتنمية، أنه في متم سنة 2016 ، بلغت نسبة الاستثمارات المغربية بإفريقيا جنوب الصحراء 85 بالمئة من استثمارات البلاد بالخارج.
وتناولت (ذو ساوثرن تايمز) أيضا تقريرا نشره المكتب الدولي “إرنست أند يونغ” سنة 2015 ، والذي أكد أن المغرب أصبح مستثمرا هاما بإفريقيا بإطلاقه 13 مشروعا استثماريا بإفريقيا خلال سنة 2014 ، وهو أكبر عدد من المشاريع خلال هذه العشرية.
وأبرزت اليومية أن منطقة إفريقيا جنوب الصحراء تكتسي أهمية خاصة لدى الشركات المغربية العازمة على مواكبة النمو الاقتصادي لبلادها، التي أضحت منصة للتصدير نحو باقي البلدان الإفريقية.
وأكدت الصحيفة أن الاستثمارات المغربية في إفريقيا تهم قطاعات استراتيجية من قبيل المالية والاتصالات. وأبرزت أن هذين القطاعين شكلا 88 بالمائة من الاستثمارات المغربية بإفريقيا جنوب الصحراء خلال سنة 2013 ، مذكرة في هذا الصدد بنموذج (التجاري وفا بنك) المتواجد في 10 بلدان جنوب الصحراء (الكاميرون والكونغو وكوت ديفوار والغابون وغينيا بيساو وموريتانيا والنيجر والسنغال والطوغو).
وسجلت (ذو ساوثرن تايمز) أن المغرب يتوفر أيضا على حضور مالي قوي في 11 دولة إفريقية أخرى، من بينها مالي وبوركينا فاسو ودول شرق إفريقيا، مبرزة أن هذا الحضور الاقتصادي القوي جعل من المغرب فاعلا أساسيا بالنسبة للأغلبية العظمى من البلدان الإفريقية التي صوتت لصالح عودة المملكة للاتحاد الإفريقي. وأبرزت الصحيفة أن الرسالة التي وجهها جلالة الملك محمد السادس إلى القمة ال 27 للاتحاد الإفريقي، التي انعقدت بكيغالي (رواندا) في يوليوز الماضي، مهدت الطريق لهذه العودة.
وأبرزت الصحيفة أن جلالة الملك أكد في هذه الرسالة أن المغرب لا يمكن أن يظل خارج أسرته المؤسسية الإفريقية، ولا بد له من استعادة مكانه الطبيعي والشرعي داخل الاتحاد الإفريقي.