أظهرت المنهجية الاستباقية التي تبنتها أجهزة مكافحة الإرهاب بالمغرب نجاعتها في شل حركة التنظيمات الإرهابية المرتبطة بفروع داعش و القاعدة و النصرة. و أظهرت عملية مداهمة مخبأ بمدينة الجديدة كان يقيم فيه العقل المدبر للشبكة الإرهابية ، خطورة هذه التنظيمات من خلال حجز أسلحة نارية عبارة عن مسدس رشاش مزود بمنظار ليلي يعمل بالأشعة الحمراء، و7 مسدسات وكمية وافرة من الذخيرة الحية، و4 سكاكين كبيرة الحجم، وجهازين للاتصالات اللاسلكية، بالإضافة إلى سراويل عسكرية وعصي تلسكوبية ومعدات ومواد كيميائية وسوائل مشبوهة يحتمل استعمالها في صناعة المتفجرات، وكذا سترتين مزودتين بحزامين ناسفين.
كما ان التحقيقات و التتبع مكن من اعتقال ثلاثة اعضاء جدد بالخلية خططوا لاقامة امارة داعشية. و قد تمكن المكتب المركزي للابحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من مراكمة خيرة مهمة في التعامل مع الفعل الارهابي . و قد مكن رصد الجهاديين و العائدين من بؤر التوتر من فك شيفرة هذه الخلايا المتحولة و شل قدرتها على الفعل.
ويأتي تفكيك الشبكة الإرهابية الاخيرة بالجديدة مع اعضائها الجدد ، تزامنا مع تواتر العمليات الإرهابية لـ"داعش" والتي استهدفت مؤخرا مجموعة من البلدان، وكذا التهديدات التي ما فتئ يطلقها مقاتلون مغاربة في صفوف هذا التنظيم عبر حملات إعلامية تؤكد عزمهم على تنفيذ عمليات مماثلة بالمملكة وجعلها ولاية تابعة لهذا التنظيم الإرهابي. ويمكن اعتبار العمليات الأخيرة التي قامت بها المصالح الاستخبارية المغربية ضربة استباقية لمخططات داعش بالمغرب، و تكريسا لنهج الضربات الوقائية التي جنبت المغرب عددا من العمليات الارهابية التي اقبرت في المهد.