تنظم عائلة الحسين المانوزي و بدعم من عدد من الهيآت الحقوقية ندوة دولية حول "الاختفاء القسري مساهمة من أجل الذاكرة و التاريخ" يوم 09 نونبر 2012 بالرباط.
و جاء في أرضية الندوة أن ظاهرة الاختطاف والاختفاء القسري إحدى أبرز الخروقات الجسيمة لحقوق الانسان التي شهدها المغرب لعدة عقود ، وقد قامت هيأة الإنصاف والمصالحة بتحديد وتسجيل حجم وهول هذه الظاهرة مما دفع بالمغرب إلى أن يقرر المصادقة على الاتفاقيات الأممية لتجريم الاختفاء القسري وتصفية مخلفاته .
و يسعى المنظمون من خلال تنظيم هذه الندوة بالأساس – وبمقاربة مغايرة – إلى الإسهام بالكشف عن معطيات إضافية يفرضها الواجب نحو الذاكرة ومتطلبات التأريخ،من خلال الإفراج عن مكنونات الذاكرة من العتمة وإضاءتها بالدرس التاريخي . ويشكل هذا وفاءً للانطلاق اللازم من الذاكرة إلى المستقبل من أجل إقامة وترسيخ المجتمع الحداثي الذي ننشده.
وتأسيساً على هذا يصبح ضروريا تحليل الظروف السياسية والاجتماعية - التي أدت إلى العنف الذي مورس على ضحايا الاختطاف والمعتقلين المعلنين- اعتمادا على منهجية علمية صارمة . مستحضرين أن الواقع أظهر أن أغلب الضحايا تعرضوا للعنف والتعذيب الوحشي نتيجة معتقداتهم واختياراتهم وكذلك بسبب الأعمال التي قاموا بها لبلوغ تحقيق القيم التي كافحوا من أجلها . كما لا يغيب علينا أن الاختطاف والاختفاء القسري لم يحصلا نتيجة انحرافات سلطوية آنية أو معزولة بل يمكن اعتبارهما ضمن أسلوب الحكم في التمكُّـن من تعطيل مفعول القانون وإلغائه مما يؤدي إلى حجب الجرائم الماسَّة بحقوق الإنسان وإقبارها ضماناً لإفلات مقترفيها من المتابعة والعقاب .
وطموح المنظمين الأهم هو أن هذه الندوة الفكرية ستكون تأسيسية ونوعية لفتح الحوار والبحث والتنقيب في المرحلة التي سنشتغل عليها لتفكيك مكوناتها وتشخيص مفصلاتها وإبراز خفاياها وتناقضات أطرافها وكشف ملابساتها، ولهذا سيشارك في الندوة : بعض ضحايا الاختفاء القسري . عناصر قيادية أو محورية ساهمت بشكل مباشر في الأحداث أو المناخ السياسي الذي نتج عنه ذلك العنف. نخبة من المؤرخين والباحثين في العلوم السياسية الذين سيغنون الندوة ويضبطونها إيقاعها بصرامتهم العلمية ومرجعياتهم المنهجية في المقاربة والتأويل .
و نبه المنظمون إلى أن هذا اللقاء - الذي يجمع بين الجرأة في الشهادة ( الذاتي ) والدِّقـَّة في المنهجية ( الموضوعي) – ليس هدفه الاجترار وتهويل المعاناة والآلام وليس أيضا من أجل تبرئة مقترفي الخروقات الجسيمة لحقوق الإنسان والعفو عنهم .
وستلتزم الشهادات بالمسؤولية والرزانة والمصداقية وذلك بسرد الدوافع والأهداف وذكر الإطار التنظيمي والأساليب المستعملة .
وبهذه المناسبة سيتم استحضار أن الذاكرة الرسمية ومواقف بعض المنظمات السياسية عملا على إغفال وطمس طبيعة الصراعات الحقيقية والتناقضات الأساسية في تلك المرحلة وذلك لغرض فتح المجال للتوا فقات المرحلية.
و ستكون من نتائج هذه الندوة السماح بتسليط الضوء على عتمة مناطق الظل والإفصاح عن المسكوت عنه والجهر بما كان يعتبر محظورات ٍو طابوهاتٍ سعت جهات مختلفة من ورائها إلى إبعاد الأجيال الصاعدة عن معرفة الحقائق والدفع بها إلى عدم الاكتراث .