شدد الملك محمد السادس في خطابه لافتتاح قمة العمل الإفريقية، المنظمة على هامش الدورة ال 22 لمؤتمر الأطراف في الاتفاقية الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية كوب 22 ، على انخراط المغرب التام في الجهد اللازم لمواكبة انعكاسات الاحتباس الحراري بالقارة الإفريقية و من خلال برامج للتعاون المغربي الإفريقي و تبادل الخبرات مع دول الجنوب.
واعتبر الملك محمد السادس بان تضافر الجهود بين الجميع كفيل ربح تحديات التنمية المستدامة بالقارة السمراء. وجاء خطاب قمة رؤساء افريقيا، منسجما مع خطاب افتتاح كوب 22 حيث يظهر ان المغرب اختار المراهنة على التنمية المستدامة و دعم دول الجنوب و تقديم حلول عملية عوض المزايدات السياسوية.
كما ان القمة التي دعا اليها الملك محمد السادس هي دعوة الى تنسيق جهود القارة بشأن مواجهة التغيرات المناخية، والعمل على تحقيق تنميتها المستدامة.
واعتبر الخطاب تشخيصا دقيقا لأعطاب القارة الافريقية و لمتطلباتها لتحقيق التنمية و توحيدا لرؤى قادة القارة الأفريقية حول قضايا التنيمة و الهجرة و اللجوء بعيدا عن المناوشات و الصراعات السياسية الثنائية بين الدول و التي يبقى الاتحاد الافريقي خير دليل على هذه الوضعية.
ودعا الملك محمد السادس إلى تأسيس إفريقيا صامدة في وجه التغيرات المناخية، وثابتة على درب التنمية المستدامة.
وتطرق العاهل المغربي في هذا الصدد للتباين الموجود بين الشمال والجنوب على مستوى الثقافة البيئية، والمرتبط بالأولويات وبالإمكانات ، وأبرز في هذا السياق ضرورة العمل من أجل تطابق، بل وتوحيد التربية البيئية، مؤكدا أن ذلك هو ما ستعمل الرئاسة المغربية على تحقيقه خلال رئاستها لمؤتمر كوب 22.
وتساءل الملك، من جهة أخرى، عما إذا كان يجب التذكير، بأن زمن الاستعمار قد ولى، وبأن أي قرار مفروض لا يمكن أن يعطي نتائج إيجابية ؟ وهل يجب التذكير أيضا، بأن الفاعلين لا تنقصهم قوة الالتزام، ولا صدق الإرادة، وإنما تفتقرون للإمكانات؟
وقال في هذا الصدد ” إننا ندرك جميعا بأن الأمر يتعلق بحماية الحياة، وبأن علينا العمل بشكل تضامني، من أجل الحفاظ على كوكبنا. ولهذا أتمنى أن يتسم عملنا بتطابق وجهات النظر”.
وحذر الخطاب الملكي من أن القارة الإفريقية “تدفع ثمنا غاليا في المعادلة المناخية. وهي بدون شك، القارة الأكثر تضررا”، مبرزا أن ارتفاع درجات الحرارة، واضطراب الفصول، وتواتر فترات الجفاف، “كلها عوامل تساهم في تدهور التنوع البيولوجي، وتدمير الأنظمة البيئية، وترهن تقدم القارة وأمنها واستقرارها”.
وأضاف الملك محمد السادس أن القارة بالرغم من أنها لا تنتج سوى أربعة بالمائة من انبعاثات الغازات التي تؤدي للاحتباس الحراري، فإن التقلبات المناخية في العالم، تعيق بشكل كبير التنمية في إفريقيا، وتهدد على نحو خطير الحقوق الأساسية لعشرات الملايين من الأفارقة.