في نهاية السبعينات من القرن الماضي خطرت على دهن القذافي فكرة إنشاء "جبهة الصمود و التصدي" تضم ليبيا، سوريا، اليمن الجنوبي و الجزائر. هدف الجبهة كان هو التصدي لإسرائيل و للدول العربية المعتدلة.
جبهة الصمود و التصدي التي ولدت ميتة لم تتصدى قط لإسرائيل ، بل كان من بين انجازاتها تسليح البوليزاريو و تأجيج الفتن بين الدول العربية. و كان أحد أصدقائنا الظرفاء يلقب جبهة الصمود بجبهة الانهزام و التقهقر. و لم نفهم فكرته آنذاك إلا فيما بعد.
و مناسبة الحديث عن جبهة الانكسار التي نعرف كيف انتهى مبدعها في مجاري المياه العادمة ، هو نداء محمد الساسي الى بناء نواة ل"جبهة الانتقال" تضم اسلاميين ويساريين ومجتمع مدني.
صديقنا الساسي الذي نكن له كل الود و الاحترام، يرى أن الجبهة هي الحل لأن النظام عاد الى دستوره العرفي وأضاف في لقاء ببنكرير الجمعة كما نقلته "اخبار اليوم" أن مستشاري الملك يحكمون بدل بنكيران.
و الشيء الأكيد ان هذه الجبهة لا يمكن أن تكون إلا كجبهة القذافي أي جبهة للانكسار و التقهقر. فكيف يمكن لعاقل أن يفهم أن اليساري المتنور و الناشط الحقوقي المنادي بالدولة المدنية يمكن أن يضعا يداهما في يد السلفي الذي يبيح تزويج طفلة 9 سنوات، و صاحب الرؤى و الخرافات. و يمكن ان نظيف لهم من يريد أن يحرم النساء من كل شيء حتى من الارث الشرعي.
هذه الجبهة لكي تكتمل لم يبقى للإنضمام إليها سوى العرافات و من يضربون الخط الزناتي و علم الجداول. بل و لم لا مستخرجوا الكنوز من باطن الأرض فعلى الاقل هم يستطيعون إخراج شيء من باطن الارض.
و على ما يبدو فإننا سنعيش هذا الموسم على إيقاع شعار "جبهة الإنتقال" بعد أن قضينا موسما كاملا على إيقاع شعار "الملكية البرلمانية الآن". و لكل موسم شعاره و كل شعار و أنتم بخير.