قدم محمد الساسي، القيادي في الحزب الاشتراكي الموحد، خلال الندوة التي نظمها عبد الرحمان اليوسفي، تخليدا للذكرى الخمسين لرحيل مؤسس الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، المهدي بن بركة، مساء الجمعة بالمكتبة الوطنية بالرباط، تشخيصا لحالة الرجل المريض أي الذات الحزبية و القائمين عليها.
و شدد الساسي على أن الاحزاب في حاجة إلى تقديم عرض سياسي جديد، من أجل إعادة بناء الهياكل لأن المشكل ليس مشكل تواصل وتسويق مشروع، لكنه مشكل نخب وتعهدات لم يتم الوفاء بها والاستسلام لحالات من الضعف الإنساني وغيرها من الأخطاء التي ارتكبتها هذه الأحزاب.
واعتبر الساسي انه من الضروري الوقوف لحظة تأمل لنقد الذات، و على ضرورة الاعتراف الجماعي بالأخطاء، موضحا "علينا الإقرار بأننا أضعنا سلسلة من الفرص التاريخية، وتنازلنا على عدد من المطالَب السياسية"، مضيفا أن المسؤولية متفاوتة لكنها جماعية، رافضا في نفس الآن التشفي امام ما وصل اليه حزب المهدي.
و اعتبر المتحدث اننا بحاجة لعرض سياسي جديد ، لان مشكلة ليست تجميع اليسار، فلا احد يمكن ان يدعي انه هو من يشرف على وحدة اليسار، بل اعادة الاعتبار للسياسة و الابتعاد عن انتظار الإشارات، حيث وصلنا لمرحلة قوت السلطوية.
و اعتبر الساسي أن جزءا من اليسار فشل في تحويل تجربة التناوب التوافقي إلى انتقال ديمقراطي، وجزء آخرفشل في إعطاء البديل، مشيرا الى ضرورة الانتباه للحراك الشبابي وإعادة الثقة في الشباب الذي تزخر به الاحزاب.
و خلص الساسي أن الهياكل الحالية لا يمكن أن تبني يسارا جديدا، مشددا أنه لابد من البحث عن الطريق الثالث، والتجاوب مع فئة لا تجد نفسها في "مشروع التحكم" ولا في "المشروع اليميني المحافظ"، الذي يمنح السلطة كل ما تريد ويبقي على استعمال الوصفات ا القديمة والامتناع عن تطوير المجتمع.
ولم يتأخر الساسي في تجديد دعوته إلى الملكية البرلمانية الآن والاستفادة من حركة عشرين فبراير، و استبعاد الأعيان، أوالقيام بتحالفات هجينة مع "الأحزاب الإدارية"، واستبعاد مشاريع التحكم، وربط هذه التحالفات بأغلبية منسجمة، ووضع القرار بين أيدي المنتخبين من أجل تحقيق ربط المسؤولية بالمحاسبة و جعل قرار المشاركة ام لا بيد الناخب .
كما طالب بمواصلة هدم حذار الخوف و فتح مسالك حركة عشرين فبراير الى اكثر من حقل و ضمان نظافة الوسائل في السياسة، و هو ما يستوجب رفض جلب الاعيان في الانتخابات . كما طالب ببناء حزب يقبل بالتيارات و يمنح ضمانات ان لوجستيك الحزب لن يوضع لطرف دون طرف.