أكد الجمع العام لحركة أنفاس الديمقراطية المنعقد يومه 10 أكتوبر 2015 ، على المرجعية الحداثية كما هي موضحه في البيان التأسيسي، وعلى هوية « حركة أنفاس الديمقراطية » كحركة سياسية تقدمية تدعو، من جهة، إلى بناء مشروع مجتمعي يرتكز على مبادئ الإنصاف والعدالة الاجتماعيين، والعيش المشترك، والتضامن الاجتماعي والجهوي وبين الأجيال نحو تحقيق تنمية مستدامة ومندمجة تستفيد منها وتشارك فيها كافة مكونات المجتمع، وتناهض، من جهة أخرى، كل معالم النيو-ليبرالية وكل أشكال الضغط والهيمنة الخارجيين.
و أوضع البيان الختامي للجمع العام تحديد 2030 كأفق زمني لاستكمال بناء هذا « المغرب الذي نريد » عبر الاشتغال الاستشرافي في كل القطاعات وفقاً لمقاربة شمولية وبالتعاون مع كافة الفاعلين والقوى الحية في المجتمع ذات الحس المشترك.
و في الشأن الوطني الداخلي سجلت الحركة في بيانها العام أن مسلسل « الانتقال الديمقراطي » يستمر بلا نهاية بدون أفق زمني محدد و لا مخطط مفاهيمي واضح. وفي هذا الصدد، اعتبرت أن الدستور الحالي لا يرقى لتطلعاتنا في "الانتقال سريعا من نظام المخزن التقليدي إلى نظام الملكية البرلمانية" ، إلا أنه يشكل خطوة جيدة للتمرين على البناء المؤسساتي وتجديد النخب وترسيخ الحقوق و الحريات.
كما جددت التأكيد على طموحها الأساسي في العمل من أجل إرساء "دولة ديمقراطية قوية؛ دولة قوية من حيث قدرتها على الاشتغال بمؤسسات قوية و فرض قوة القانون بصفة عادلة واحترامه من طرف الجميع ؛ دولة قوية بمعنى دولة الحق التي تمثل جوهر الديمقراطية الحقة؛ دولة قوية من حيث تحمل مسؤوليتها كاملةً لتقنين المجال الاقتصادي بنجاعة وتوفير خدمة عمومية ذات جودة؛ دولة قوية تعتمد سياسة جبائية عادلة كإحدى الوسائل التي تمكنها من طرح سياسات عمومية طموحة؛ دولة قوية تضمن الأمن القضائي للجميع وتتوفر على استراتيجية واضحة وملموسة لمحاربة الرشوة و الزبونية؛ دولة قوية تجعل من المواطنة ذلك الرابط المقدس بين الجميع، حيث نؤكد أن الدولة القوية هي الدولة الديمقراطية المنتجة للتماسك الاجتماعي المبني على تكريس مبدأ العدالة الاجتماعية والحد من التفاوتات؛ الوحيد القادر على تحقيق تنمية مستدامة وعادلة".
كما شددت الحركة على الملاحظة الأساسية المتمثلة في كون العروض السياسية الحزبية الحالية غير مقنعة بالنسبة لجزء كبير من المواطنين، حيث أنها تتسم بغياب تمايز حقيقي حول مشاريع مجتمعية حقيقية وتفتقر إلى لغة الجرأة والموقف الواضح. و اعتبرت إن خيبة أمل المغاربة من اليسار، و الذي كان لوقت طويل يحظى بثقة الجماهير الشعبية، و استقالة نخب اليسار من دورهم الطليعي والتقدمي كانت ولازالت تعرض المغرب لخطر اندثار تيار سياسي لا يعوض، هو تيار اليسار والحداثة، مقابل خلق قطبية ثنائية تمثلان أصوليتين محافظتين يشاء لهما ملء الساحة السياسة عبر عودة التحكم وغياب البديل المقنع.