عبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية عن استنكارها الشديد لمضمون بيان صادر عن مديرية الموارد البشرية بالوكالة يتضمن نعوتا وأوصافا قدحية في حق الصحافيين بلغة متدنية غير مسبوقة في تاريخ الوكالة. و طالبت النقابة بسحب البيان والاعتذار لصحافيي الوكالة عن الإهانات المتضمنة فيه.
و اعتبرت بيان الإدارة ترهيبا وتهديدا للصحافيين خصوصا وأنه صدر ساعات فقط قبل مباشرة الإدارة تفعيل آلية التقييم التي شكلت موضوع بلاغ للنقابة و الذي نعث بمحاكم التفتيش.
و عبرت النقابة عن رفضها القاطع للنعوت المستفزة والإيحاءات المتضمنة في بيان الإدارة بوجود "مساومات" و"الافتقار للشجاعة" من طرف الصحافيين، وتطالب النقابة بالكشف عن هذه "المساومات".
واعتبرت نقابة الصحافة أن التحلي بالشجاعة يقتضي الوضوح في التصور ومواجهة الصحافيين بحقيقة الإجراءات والتدابير ومناقشتها علنا عوض تمريرها في جنح الليل والإصرار على تنزيلها بالتقسيط في أجواء من الترهيب وفي إطار مشاريع وهمية تعتبر من باب سياسة تلميع الواجهة.
وعودة إلى موضوع التقييم، أكدت النقابة أنها ليست ضد مبدأ الاستحقاق والشفافية والتقييم المنصف، بل طالما دعت إلى اعتماد معايير واضحة ومنصفة في هذا الجانب؛ وإنما الاعتراض على منطق الاستفراد بالقرار وفرض الأمر الواقع وانتهاج سبيل التحكم والإصرار على تطبيق هذه الآلية في غياب أي حديث عن تحسين الأوضاع المادية والمعنوية للصحافيين وضربا للمقاربة التشاركية التي تدعي الإدارة انتهاجها.
وتعتبر النقابة أنه من باب التضليل والادعاء المفضوح أن تدبج الإدارة بلاغها متحدثة باسم الفعاليات الصحافية وغير الصحافية في ردها على بلاغ النقابة، مما يعكس حالة انفصال تام عن واقع الشعور الجماعي العام الناقم على الأوضاع المتدهورة والباعثة على الإحباط. وإنه لمن المستغرب أن تنتصب الإدارة متحدثة باسم مواقف العاملين الذين ظلوا دائما آخر اهتماماتها، بعيدين عن أي انخراط في تلبية مطالبهم والعناية بهم؛ لا مهنيا ولا ماديا ولا اعتباريا.