ترأس الملك محمد السادس يوم الثلاثاء، بالقصر الملكي بالدار البيضاء، حفل التوقيع على ثماني اتفاقيات تتعلق بمشروع “وصال الدار البيضاء – الميناء”والذي يعد الأول ضمن سلسلة من المشاريع التي تباشرها “وصال كابيتال”. وهو مشروع مجدد يضفي دفعة استراتيجية، وذا بعد مهيكل يعطي مكانة متميزة لعرض ثقافي أصيل، ويتيح فضاءات بيئية للقرب.
ويعتبر “وصال كابيتال” رافعة للاستثمار من الجيل الجديد، تتوزع بحصص متساوية بين الدول المستثمرة، وهي : الإمارات العربية المتحدة، من خلال “آبار انفستمنت بي.جي.اس”، ودولة الكويت عبر صندوق “أجيال للاستثمار”، ودولة قطر من خلال “قطر القابضة إل.إل.سي”، والمملكة المغربية عبر الصندوق المغربي للتنمية السياحية، انضافت إليها المملكة العربية السعودية من خلال صندوقها السيادي العمومي “صندوق الاستثمارات العامة”، مما يرفع الغلاف الاجمالي للاستثمار إلى 4ر 3 مليارات دولار (29 مليار درهم).
كما يجسد هذا المشروع دعم المؤسسات المالية، كالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، والبنك الأوروبي للاستثمار، وكذا البنك الدولي، الاهتمام العالمي الذي يحظى به هذا المشروع، الواعد بالرخاء المشترك، والذي تجسده الدبلوماسية الملكية جنوب-جنوب، الثلاثية الأبعاد، والتي تربط آفاق النمو القاري من خلال محور الغرب الإفريقي، المتمثل في الدار البيضاء، بالرساميل المالية والخبرة السياحية لبلدان الخليج.
مشروع “وصال الدار البيضاء -الميناء” يروم إعادة تحويل نشاط جزء من المنطقة المينائية للدار البيضاء، بكلفة 6 مليارات درهم. كما يتوخى إطلاق ورش كبير للتأهيل، يشمل مجموع الدار البيضاء، من خلال إحداث مركز حضري جديد على صعيد المدينة و تجمعاتها، وتثمين الحي التاريخي للمدينة العتيقة وساحلها السياحي، وإبراز المدينة بشكل واضح كوجهة رائدة للسياحة الثقافية وسياحة الأعمال والرحلات البحرية.
كما أن الأبعاد المحلية والإنسانية للمشروع، من خلال إحداث فضاءات عمومية ومناطق خضراء، ستتيح للبيضاويين تملك بيئتهم واستغلالها بشكل أفضل، وستعطي دفعة مستدامة للتجديد الذي تشهده العاصمة الاقتصادية.
و سيخصص “وصال كابيتال” طبقا للتوجيهات الملكية، غلافا ماليا إضافيا قدره 300 مليون درهم، للمراحل المقبلة من مشروع إعادة تأهيل المدينة العتيقة. وتهدف عملية إعادة التأهيل هذه، إلى تعزيز الاستراتيجية المندمجة بطموح جديد من أجل النهوض بالمدينة العتيقة، في انسجام مع الانتظارات المشروعة لساكنتها، في المجال الثقافي والسوسيو-اقتصادي والعمراني، وذلك من أجل تحسين ظروف عيش الساكنة والارتقاء بالمجال المبني للمدينة، والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للعاصمة الاقتصادية.
كما يستجيب مشروع “وصال الدار البيضاء- الميناء”، في مجمله وبمختلف محاوره، للالتزام الاجتماعي الذي أراده صاحب الجلالة الملك محمد السادس ، في ما يتعلق بالمسؤولية الاجتماعية وتنمية الرأسمال البشري والتناسق بين المجالات الاقتصادية والبيئية.
وسيضمن إنجاز هذا المشروع، بشراكة مع الدولة، تمويل نقل حوض بناء السفن، وإقامة ميناء جديد للصيد البحري، وتطوير محطة للرحلات البحرية.