قال عبد الفتاح زهراش، منسق هيئة الدفاع عن ضحايا توفيق بوعشرين، مدير أخبار اليوم السابق واليوم 24، المدان ب12 سنة سجنا، أن التصريحات التي أعقبت النطق بالحكم ضد المتهم، والتي صدرت عن سياسيين بارزين وأمناء عامين ووزراء سابقين أمثال نبيل بنعبد الله وإسماعيل العلوي، والقيادي الاستقلالي امحمد الخليفة تعد مساسا خطيرا باستقلالية القضاء.
واستغرب زهراش، في ندوة صحافية نظمتها هيئة الدفاع عن المشتكيات صباح اليوم بدار المحامي بالبيضاء، لتسليط الضوء على أطوار محاكمة توفيق بوعشرين وتدخلات الأغيار، إصدار تصريحات من هذا القبيل من طرف مسؤولين تمس بهيبة القضاء واستقلاليته، خاصة وأنها صادرة عن مسؤولين خبروا المحن ويعرفون جيدا المعاناة، وما كان لهم أن تصدر عنهم مثل هذه التصريحات الماسة بهيبة القضاء في البلاد وغير المسؤولة.
وكان نبيل بنعبد الله، خرج بتصريح غريب لجريدة أخبار اليوم، إذ قال فيه، "بوعشرين كان يمثل صوتا متفردا يعبر عن آراء مستفزة وجريئة في عدد من القضايا الوطنية"، وأضاف أن وجود هذه الآراء "له فائدة في الساحة السياسية لأنها آراء تذهب عكس الرأي الوحيد الأوحد، الذي لا تستقيم معه أي ديمقراطية ناضجة"، وطالب نبيل بنعبد الله أن يتم إيجاد مخرج لهذه الوضعية مثلما وجدت مخارج في السابق لبعض القضايا الأخرى المرتبطة بفضاء الصحافة.
لكن تصريحات نبيل بنعبد الله أثارت الاستغراب، فكيف لحزب مشارك في الحكومة أن يجرّح في حكم قضائي صادر عن القضاء تشرف عليه الحكومة وتسهر على استقلاليته؟، فإما أن نبيل بنعبد الله يتحدث خارج الإجماع الحكومي أو يزايد على الحكومة، التي يشارك فيها ببضع وزراء ولا يهمه مستقبلها.
من جهته ااعتبرت فاطمة الزهراء الشاوي عضو هيئة دفاع الضحايا، أن انتقاد العديد من السياسيين والمثقفين للحكم الصادر ضد توفيق بوعشرين، ينم إما عن جهلهم بحيثيات القضية، أو أنهم عرفوا الحقيقة وأرادوا التغاضي عنها، مشيرة إلى أن انتقاد الأمير مولاي هشام للحكم ليس جديدا وكان متوقعا.
وقالت المتحدثة “الجميع يعرف كيف يناقش الأمير مولاي هشام قضايا المغرب الداخلية، وليس غريبا أن يصدر عنه ذلك التعليق”.