بعد الحرائق الكبيرة التي التهمت أكثر من 70.000 نخلة بواحات طاطا هذا الصيف وعلى إثر موجة الحر الشديدة التي تضرب هذه الأيام الجنوب الشرقي للمملكة، نظمت فعاليات مدنية وحكومية الأسبوع الماضي بإقليم الرشيدية قافلة تحسيسية توعية لمكافحة الحرائق وحماية الواحات، القافلة انطلقت يومه الإثنين الموافق 6 غشت الجاري بواحة عين مسكي بالرشيدية وجابت كل من أوفوس وأرفود والجرف وتنجداد وكلميمة واختتمت جولتها يوم الجمعة الموافق 10 غشت بمدينة بودنيب.
وصرح لحسن كبيري رئيس جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث، المنظمة للقافلة (صرح) بأنها تأتي في سياق التدابير والإجراءات الخاصة بتأهيل وتنمية واحات الجنوب الشرقي وذلك بهدف المساهمة إلى جانب باقي الفاعلين والمتدخلين في التحسيس بمخاطر الحرائق على الواحات وأثرها على الغطاء النباتي والتنوع البيولوجي لواحات الجنوب الشرقي.
ودعا كبيري السلطات العمومية والمؤسسات الرسمية والمجالس المنتخبة والمجتمع المدني ووسائل الاعلام للعمل جميعا على توعية وتحسيس المواطنين والمواطنات بأهمية المحافظة على الواحات وحمايتها من الحرائق وتأهيلها وتنميتها.
من جهته صرح القائد الإقليمي للوقاية المدنية بإقليم الرشيدية خلال ورشة من ورشات القافلة التحسيسة بأن عدد تدخلات مصالح الوقاية المدنية لإخماد الحرائق خلال سنة 2015 بلغت 144 تدخلا في حين أتت النيران على أكثر من 1816 نخلة و 16 هكتار من المساحات المزروعة، أما سنة 2016 فقد بلغت عدد التدخلات 159 تدخلا وعدد النخلات التي احترقت جاوزت 3250 نخلة و24 هكتار و1903متر مربع من القصب والأعشاب الجافة، النسب سترتفع سنة بعد أخرى حسب نفس المتحدث حيث أضاف بأن سنة 2017 ستسجل حوالي 202 تدخل في حين نسبة الخسائر جاوزت 3937 نخلة أي بارتفاع سنوي يقدر بحوالي 40% ،
وأضاف نفس المتحدث بأن جل الحرائق وأغلبها ترجع للعامل البشري ومن بين العوامل المسهلة لحدوتها، قرب التجمعات السكانية لمناطق حدوتها وكثافة النباتات بجل المناطق الواحاتية وتغير سلوك الساكنة المحلية اتجاه الواحة أما المعيقات التي تحول دون السيطرة على الحرائق داخل الواحات حال حدوتها ترجع حسب نفس المصدر لضعف شبكة المسالك داخل الواحات وضعف نقاط المياه داعيا في نفس الوقت ساكنة المناطق الواحية لإتخاد الحيطة والحذر وعدم أضرام النيران خاصة في هذه الفترة من السنة التي تعرف درجة حر شديد.
يذكر أن هذه القافلة التحسيسية نظمت بمبادرة من جمعية واحة فركلة للبيئة والتراث وبشراكة مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان ANDZOA وبتعاون وتنسيق مع ولاية جهة درعة تافيلالت والمكتب الجهوي للاستتمار الفلاحي والمديرية الإقليمية للفلاحة والمديرية الإقليمية للمياه والغبات والمديرية الإقليمية للبيئة ومصالح الوقاية المدنية والسلطات المحلية وفعاليات جمعوية ومدنية.