في اليوم ا لعالمي لحقوق الإنسان ،10 دجنبر ، جاءوا من مختلف مدن المملكة ليقفوا أمام المجلس الوطني لحقوق الإنسان رافعين لافتاتهم وشعاراتهم ، إنهم ضحايا سنوات الرصاص الذين أنهكتهم سنوات الاعتقال والاختطاف ، وادمجوا بمقتضى توصيات هيأة الإنصاف والمصالحة،لكن الإدماج جاء مخيبا للآمال فلم يراعي كرامة الضحايا ويهددهم بالعودة إلى الهشاشة بعد بضع سنين فأغلبهم تجاوز الأربعين سنة وإدماجهم لم يراعي الفرص المفوتة بما تقتضيه العدالة الانتقالية ولا الإنصاف والمصالحة، ولا يضمن لهم تقاعدا كريما ولا حتى إعادة ترتيبهم كما وعدوا بذلك وقبلوه ليخرجوا من وضعية الضياع – حسب ما قالوه لزووم بريس-، ادمجوا وكأنهم شباب تخرجوا لتوهم من معاهد ،بأجور هزيلة وكأن العمر أمامهم لازال طويلا ، زوم بريس استمعت لمعاناتهم وعجبت لحكومة قيل أن هذا الملف ليس من أولوياتها .
الملف الذي كرس مصالحة المغرب مع ماضيه وسوق على أوسع نطاق في الخارج ، وفتح للدولة المغربية أكثر من باب ، لازال ضحاياه يعانون ، وكأن هناك من يصر على وضع تقليب السكين في الجراح ، كم هو الغلاف المالي لاستكمال إدماج ضحيا ، وإعادة ترتيبهم وضمان تقاعدهم بما يكفل كرامة حقيقة لضحايا ناضلوا من أجل مغرب الحرية والعدالة والكرامة ، وقضوا زهرة شبابهم مغيبين في السجون ومنفيين خارج الوطن ،كلما ارتفعت أصواتهم لن يجدوا إلا تعاطف كل المغاربة لأنهم لا يطالبون ألا بحق ، حتى ولو تطلب الأمر ذلك إصدار قانون خاص على غرار مكفولي الأمة ،زووم بريس الحاضرة لتغطية الحدث شعرت بهول المأساة المضاعفة لهؤلاء الضحايا التي عكسها بيانهم الذي وزعوه عندما أحسوا مطالبهم المشروعة قوبلت باستهجان حسب قولهم من المجلس الوطني لحقوق الانسان المؤسسة التي ماكانت لتكون يوما لولا هؤلاء الضحايا أنفسهم ، انهوا وقفتهم بعدما سلموا رسالة تذكر بمطالبهم للمجلس ، وانزووا لجنة المتابعة في ركن تناقش الخطوات النضالية المقبلة مما يؤذن أن وقفة اليوم في ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ماهي إلا بداية لمسلسل نضالي طويل إلا أن يتحرك المجلس الوطني لحقوق الإنسان مع حكومة بنكيران في تجاه هذا الملف بأسرع ما يمكن ليكون المغرب بالفعل يطوي صفحات ماضيه الأليم ويضمد الجراح عمليا بعيدا عن التسويق الخارجي وحصد النتائج بينما المعنيين المباشرين من الضحايا تتضاعف معاناتهم بما سمي إدماجا لا يصون كرامة ويهددهم بهشاشة آنية ومستقبلية.