ما زالت تشكيلة حكومة الوزيعة لسعد الدين العثماني تسيل مداد المعلقين من ذوي النوايا الحسنة و الغيرة الوطنية الصادقة بعد ان بلع الانتفاعيون السنتهم طمعا في فتات المناصب. و تحولت حكومة الوزيعة بعد تطبيبق مبدأ "باك صاحبي" الى حكومة ابناء الاعيان لتذكرنا بأيام الحجر و الوصاية على عهد ليوطي حيث كان يستقدم الجزائريون و الخواجات و ابناء القياد و الباشوات لتولي المناصب خصوصا المناصب المخزنية .
و رغم ادعاء سعد الدين العثماني و شريكه في الوزيعة اخنوش أن المعيار الوحيد لتشكيل الحكومة تأسس على خطاب الملك في "داكار" والذي دعا إلى من خلاله إلى تكوين الحكومة بناء على معيار الكفاءة والاستحقاق، إلا أن بعض الوافدين الجدد في الحكومة لا كفاءة لهم سوى "باك صاحبي". و رغم ان لاماب نفخت في سير هؤلاء المحظوظين، لا انها اساءت لهم و للمدرسة المغربية ، فلا واحد منهم تخرج من جامعة مغربية و كلهم من ذوي الدبلومات المؤدى عنها في الخارج.
رأس لائحة ابناء الاعيان تتكون من لمياء بوطالب ابنه الوزيرة التجمعية فاطمة مروان و محمد بن الطالب الذي يدفع تارة بالزوجة و تارة بالابنة للوزارة. ورغم ان والدتها كانت على رأس قطاع الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، في حكومة بنكيران وغادرت الوزارة إلا أنها لم تغادر خاوية الوفاض، حيث تركت ابنتها لمياء خلفها في منصب حكومي، وذلك عبر منحها في الحكومة الجديدة منصب كاتبة دولة مكلفة بالسياحة. و لمياء بوطالب ترت حصة والدتها كاملة في الوزارة و تطبق المناصفة في الإرث.
أما رقية الدرهم فكل رأسمالها هو أن أبوها من أعيان الصحراء وهو فيضول الدرهم ، انتقلت لصفوف الاتحاد الاشتراكي سنة 2000،و أصبحت بعد ذلك عضوا بالمكتب السياسي للحزب. انتخبت الدرهم نائبة برلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 2011، وشغلت خلال الولاية التشريعية السابقة منصب نائبة رئيس لجنة الخارجية بمجلس النواب.
أما عثمان الفردوس عن حزب الاتحاد الدستوري، فهو ابن عبد الله الفردوس، أحد قادة الحزب و هو شخصية مغمورة ولم يعرف عن مساره السياسي داخل حزب الاتحاد الدستوري أي شيء، عكس شاب طموح اسمه أنور الزين الذي استقال من الحزب بفعل الزبونية.
أما مونية بوستة فهي من المفاجآت التي حبلت بها حكومة العثماني، التي عينها الملك محمد السادس كاتبة للدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، رغم أن تكوينها ومسارها المهني بعيد جدا عن المنصب الذي كُلفت به، وهو ما اعتبره متتبعون أن منصبها اُستحدث فقط ضمن مفهوم "وزارات ترضية الخواطر"، إذا أن مونية ليست إلا سيدة من عائلة الزعيم الاستقلالي الراحل امحمد بوستة، كما افاد موقع "العمق المغربي".