نددت جبهة مناهضة التطرف باعتماد مقاطع من نص مقتطف من تقارير "الخوذة البيضاء للإغاثة بمجزرة حلب"، في امتحان موحد، خاضه التلاميذ، بداية الأسبوع، بإحدى مؤسسات التعليم الثانوي الإعدادي بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بتزنيت، التابعة لأكاديمية سوس ماسة.
واعتبرت الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، أن "هذا الامتحان الموحد يتضمن رسائل تترجم مواقف سياسية أكثر منها علمية، يتم تمريرها إلى التلاميذ، كما يشمل عناصر خطيرة تحرض على الإرهاب".
وأدانت الجبهة مضمون وطبيعة الرسائل المراد توجيهها من خلال الامتحان المذكور، واعتبرتها "تأييدا لموقف طرف ضد آخر من المتحاربين في سوريا، لأنها تذكر جرائم طرف دون آخر"، مبرزة أن "النص نابع من قراءة قاصرة غير بريئة كان الممتحنون في غنى عنها". ولفت المصدر ذاته إلى أن "نص الاختبار صور العدو كأنه السلطة الحاكمة في سوريا وروسيا فقط، وأن الضحايا هم فقط ضحايا النظام، دون ضحايا الجماعات المتطرفة والإرهابية التي وقع تجاهل جرائمها في الامتحان"، محذرا في الوقت نفسه من تصوير النص لمشاهد القتل.
وذكرت "الجبهة" بأن الاختبار "كان مليئا بتصوير مشاهد القتل والجثث والأشلاء في الحرب، وهو ما يمس بنفسية التلاميذ والأطفال، ويجعلهم عنيفين، خصوصا أنه لم يورد أي حديث عن السلام، أو وجوب إيقاف الحرب، ما يجعله تطبيعا مع التطرف والإرهاب والتعايش معه". مشيرة أن مضمون نص الامتحان "يتضمن عناصر خطيرة تحرض على الإرهاب، بحيث يوحي للتلاميذ بأن الجهاديين الذين ينفذون جرائمهم ضد الشعب السوري يجاهدون ضد جرائم النظام وحلفائه"، مضيفا أن "الامتحان استفزاز صريح لمشاعر التلاميذ بمشاهد الدمار، ليخلق لديهم الاستعداد لدعم التنظيمات الإرهابية".
وذهبت الجبهة إلى أن "الامتحان يضرب الأهداف التربوية ويخرقها بشكل سافر، ما يستلزم من الجهات المعنية المختصة اتخاذ الإجراءات الإدارية اللازمة في حق المشرفين على وضعه، باعتبار أن من أهداف الامتحان تقييم المكتسبات والتعلمات التي حصلها التلميذ داخل القسم، وليس تحريضه على التطرف والإرهاب" .
وأوصىت فب الاخير بـ"إدخال مقاربة الوقاية من التطرف والإرهاب، وتشجيع التسامح والعيش المشترك والسلام عوض الحروب والنزاعات المسلحة، ضمن البرامج التربوية والدراسية والجامعية؛ فضلا عن مراجعة مشاريع الامتحانات الجهوية والمركزية من قبل هيئة مختصة من الخبراء من مختلف التخصصات".