يسعى معمل تحلية مياه البحر، المنجز داخل المركب الصناعي للجرف الأصفر، كهدف رئيسي، إلى تغطية الحاجيات المتنامية للمركب من الماء قصد تنمية محور خريبكة- الجرف الاصفر دون اللجوء الى طلب إضافي على الموارد المائية التقليدية.
ويندرج إنجاز هذا المعمل، الذي أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، اليوم الاثنين على تدشين شطره الاول (800 مليون درهم) في إطار استراتيجية المجمع الشريف للفوسفاط لترشيد الموارد المائية التي تستعمل في جميع مراحل استغلال الفوسفاط والربط بين الاستخدام المعقلن للمياه وتلبية احتياجات التجهيزات المنجمية والصناعية للمجمع.
وسميكن معمل تحلية مياه البحر للجرف الأصفر من تطوير قدرة معاجلة المياه لتصل إلى 75 مليون مترا مكعبا في السنة ، ثلث هذه القدرات تعمل حاليا بفضل إنجاز الشطر الأول من المشروع الذي تطلب غلافا استثماريا بقيمة 800 مليون درهم .
ومن المقرر زيادة 10 ملايين مترا مكعبا في المرحلة الثانية ، في حين ستوفر المرحلة الثالثة لهذا المشروع قدرة إضافية تصل إلى 40 مليون مترا مكعبا.
وستلبي المياه التي ستتم معالجتها بالمعمل حاجيات المنصة الصناعية للجرف الأصفر الممتدة على مساحة 1800 هكتار، وهو بذلك أكبر موقع في العالم لتثمين الفوسفاط ومشتقاته ، وتضم مجموعة من الأنشطة الصناعية والمينائية وكذا البنيات التحتية للتخزين والتعبئة والمناولة، ومثلت لوحدها سنة 2014 حوالي 75 بالمائة من إنتاج الحامض الفوسفوري و 83 بالمائة من إنتاج الأسمدة لمجموعة المجمع الشريف للفوسفاط.
ولضمان قدرة معالجة في مستوى تطلعات المجموعة في هذه المنصة، تم تجهيز معمل تحلية مياه البحر بخمس وحدات تقنية ، توفر كل واحدة منها وظيفة محددة ، هي وحدة لضخ مياه البحر، ترتبط بقناة رئيسية تغذي منصة المحيط الاطلسي بصبيب يصل إلى 7700 مترا مكعبا في الساعة، ووحدة المعالجة القبلية لمياه البحر، ترتكز على مبادئ التخثر والتكثيف عبر الهواء الساخن والتعويم ، وتمكن هذه العملية الثلاثية من إزالة العوالق والزيوت والدهون، فضلا عن وحدة التصفية الذاتية لغزالة الجسيمات الدقيقة.
كما يتوفر المعمل على وحدة الأسموزية المعاكسة لضمان إزالة الكلوريد (عن طريق ترشيح عالي الدقة) مكونة من ستة سلاسل تشمل هي الأخرى ست وحدات للضخ بالضغط العالي وستة أنظمة لاسترجاع الطاقة (بدالات للضغط تمكن من تقليص 40 بالمائة من الطاقة الكهربائية المستهكلة)، ووحدة أخيرة لمركز المعالجة تتضمن إضافة ثاني أوكسيد الكاربون والكلس بغية تعديل المميزات الواجب توفرها في الماء الصالح للشرب.
وتطلبت المرحلة الأولى من المشروع 400 الف يوم/شخص، 93 بالمائة منها من الموارد المحلية في حين استقبل ورش المشروع 43 مقاولة مناولة ، 33 منها وطنية.