نظم عشية يوم الجمعة ، بقاعة دار الثقافة ، بفيثوريا غاستيز ، لقاء للتضامن مع جبهة البوليساريو ، تحت شعار 40 سنة ، من المسيرة الخضراء ، 40 سنة من التضامن مع الصحراء . وعرفت القاعة حضور حوالي 69 فردا ، من بينهم بعض الاسبان المخدوعين بالدعاية الانفصالية ، الذين لا زالوا يصدقون تباكي اعضاء الجبهة المتهالكة ، ليعطفوا عليهم ببعض المؤونة او ادوية لا تسمن ولا تغني من جوع تتاجر فيها القيادة الفاسدة قبل ان تصل للجياع . كما عرف اللقاء حضور ممثل "جمعية التواصل الباسكي المغربي" وممثل "جمعية صوت الصحراء" ، بالاضافة الى المحجوب السالك من تيار "خط الشهيد" ، المعارض لقيادة محمد عبد العزيز ، حيث ارزعج هذا الحضور المغربي القليل جدا الحاضرين واربكهم .
اللقاء بدأه الوزير الوهمي في قيادة الوهم محمد سيداتي ، الصحراء الغربية 40 سنة منذ المسيرة الخضراء ، حيث شرح بعض الفترات التاريخية ، مليئة بالأكاذيب والتضليل، وكأنه يحكي احدى اساطير التاريخ ،التي ليس لها شهود . اما في المحور الثاني : حقوق الانسان بالصحراء الغربية ، فتدخل "كارلوس بريستاين" ، ليتكلم بدوره عن المختفين الصحراويين، وعن هيئة الانصاف والمصالحة ، وعدم توفره على أرشيفات العديد من الضحايا ..غير ان المضحك والمثير للاستغراب ، هو انه تلقى مكالمة من المخيمات بوجود جثة قرب الجدار ، فسافر من بلباو حتى المخيمات ، ودلهم الراعي على الجثة ، ليجدوا قبرا وفيه عملة اسبانية ، هنا نتسائل هل كل المقابر الموجودة ، ضحاياها ، قتلهم المغرب ؟ ان العملة التي وجدت مع الجثة تؤكد ان الضحية قتل قبل استرجاع الصحراء ، وابان فترة احتلال اسبانيا للصحراء وليس بعد، كما اكد احد الخبراء.
اما تدخل الهارب من العدالة " حسنا عليا " المدان غيابيا بالمؤبد ، وبالطرد مرتين من اسبانيا ، وصف الوضع الحقوقي بالصحراء بالمنعدم ، لا حرية تعبير ولا حق التظاهر السلمي ولا حق للصحراويين في تأسيس الجمعيات ، ولا حق لهم في التعليم .
أما الغريب في الامر هو لما فتحت المداخلات ، لم تعطى للحضور المغربي القليل ، الكلمة لأنهم لا يريدون أن يسمع رأي آخر يشرح ويوضح للحاضرين وجهة نظر اخرى ، حتى لا تنفضح اكاذيبهم . ولتجاوز ذالك رفعت الجلسة ، وتدخلت المدعوة نورية سلامي وهي رئيسة "جمعية اصدقاء الشعب الصحراوي بكاطالونيا "، لتطلب ممن يعرفون انفسهم انهم مغاربة ، أن لا يعودوا الى القاعة . وهنا توجه محمد سيداتي و المجرم الهارب من العدالة حسنا عليا وبلطجيتهم للهجوم على مبارك النوحي وهو صحراوي مؤيد الحكم الذاتي ، واصفين اياه بالخائن لأنه اختار طريقا غير طريقهم ، وانهالوا عليه بالضرب والسب والشتم ، فلولا حضور الشرطة الباسكية ، لكانت النتيجة وخيمة.
وتساءل عدد من المتابعين لماذا يزعج الحضور المغربي ، لقاءات قيادات البوليساريو ، فحضور اربعة افراد فقط اقلفهم و اربك حساباتهم و جعلهم يخرجون عن صوابهم ،ويصابون بهستيريا , ان حضور المجتمع المدني لمثل هاته اللقاءات وحده كفيل بأن يفند كل ادعاءاتهم ومزاعمهم ، ويجفف منابع الدعم الذي قد يتلقونه من بعض المغفلين ، ليبقى محمد عبد العزيز و عصابته يسكنون قصورا فخمة ، ويدفع بالصحراويين تحت خيام تنعدم فيها ابسط شروط الانسانية ، وحقوق الانسان التي يتشدق بها الهارب من العدالة حسنا عليا و حكام الجزائر.