هند عروب، باحثة عن السياسة تقرأ الطالع في كرة من البلور
يبدو ان الهروب إلى الأمام و المزايدة بدرجة "الثورجية" الزائدة قد فعلت فعلها في بعض الحالمين بعسل الشهرة ممن سقطوا سهوا من كتاب النهج .
و يبدو أن هند عروب المنفوخ فيها بزايدة أو اكثر لتأخذ حجما أكبر منها ، أصبحت تقرأ الطالع في كرة من البلور أكثر مما تقوم بتحليل علمي. إن كل ما تروجه من أضغاث أحلام ليس إلا إسقاطات ذاتية لا تستند لأي منهج علمي ، شانها في ذلك شأن الكثيرين من أدعياء علم السياسة في هذا البلد، الذين يطنبون و يسجعون بالأساليب الركيكة في مزبلة "وجهة نظر" التي حولها صاحبها إلى دكان سياسي يذر علية إيجارا لابأس به. و هو ما يمكنه من العيش المناسب كمتقاعد فر من الجامعة عبر المغادرة الطوعية.
و بالعودة إلى أوهام هند عروب المنفوخ فيها و زيادة لتأكل الثوم بدل أفواه بعض الحالمين بالثورة الحمراء التي لم و لن تأتي. و السبب بسيط، فهم يعرفون أن ما من قادم إلا الرايات الخضر و السود و هم من كان الأغلبية في ما سمته عروب الباحثة عن السياسة ب "حركة 20 فبراير".
و بالعودة لبعض إسقاطاتها الذاتية، فمن يدعون التقدمية و الحداثة نقول الكي لا نقول الثورجيين، قد ألفوا مهادنة النخب المثقفة لهم و ألفوا جلوس المقاهي عوض العمل في الميدان. و حتى إذا كانت هناك وقفة إحتجاجية أو مسيرة وطنية، جاؤوا متكاسلين متأخرين و منهم من يبدأ المسيرة من آخر المطاف ليأخد مكانه في الصفوف الأولى من أجل الصور فقط.
و إذا كانت لسلاطة لسانهم و سفسطائية خطبائهم دور في الماضي في خوف النخبة من الرد على هرطقاتهم، فإن المعطيات قد تغيرت اليوم دون أن يعي بها الرفاق الذين مازالوا يحلمون ب"تشي غيفارا". لقد انتهى زمن "الكوماندانتي" و انتصرت إلى الوراء على إلى الامام لسبب بسيط ، هو أن الشعارات و اللافتات التي ظلوا يرفعونهما كانت منفصلة عن الجماهير الشعبية بتعبير قاموسهم الستاليني من لغة الخشب. في وقت كان أصحاب إلى الوراء قريبين من الجماهير في الأحياء الهامشية لأن لا وقت لديهم لكي يجلسوا في المقاهي و الأندية الرياضية لا ليمارسوا رياضة الكرة الحديدية بل للهمز و اللمز.
و المصيبة الكبرى أن أمثال هند عروب التي تحلم بدور "الباسيوناريا" و من يجارونها في نفس الأوهام، لا يدافعون عن مواقفهم مفضلين الطريق السهل بإصدار البيانات الصحفية و الوقوف لدقائق لآخذ الصور الصحافية و الأحسن إن كانت من وكالة أجنبية، عوض المجابهة مع خصوم همه من إلى الوراء الذين تكبدوا مشاقة السفر للتظاهر ضد سفينة الإجهاض الخميس الماضي. في حين أن الثورجيين فضلوا الصمت عوض الدفاع عن قناعاهم و شرحها "للرعايا " الذين لم يبلغوا بعد مرتبة المواطنين حسب أوهام هند عروب.