أقدم توفيق بوعشرين، مدير نشر "اخبار اليوم المغربية "، على سرقة مقال رأي للكاتب الفرنسي جاك اتالي، وإمضائه باسمه في افتتاحية جريدته ليوم السبت-الاحد، وذلك في سابقة تطرح حقيقة صادمة يعرفها جل ممارسي الصحافة المحترفة، و هو أن عددا من مدراء الصحف و الاسبوعيات لا يكتبون افتتاحياتهم، بل لا يكتبون شيئا.
و يسخر هؤلاء ما يسمى بالفرنسية "الزنوج" و هم كتبة مأجورون يكتبون مقابل المال. ويشتهر بالمغرب مديرا نشر لاسبوعيتان بالفرنسية احدهما لا يتكلم و لو بجملة واحدة بلغة موليير، أما الثاني الذي ارتبط اسمه بتسريبات "كولمان" فيسخر الجن و العفاريت لكتابة افتتاحياته حول الامم المتحدة و الصحراء.
و أغرب قضية هي التي تخص صحافية محققة تنشر عددا من التحقيقات و لها برنامج تلفزي ، يقوم بكتابة التحقيقات لها زنجي حقيقي، و هو صحافي سابق من إحدى الدول الافريقية مقيم بالمغرب.
و كشف متابعون للشأن الاعلامي قيام توفيق بوعشرين في افتتاحية جريدته على نقل حرفي أو "بلاجيا" لأفكار الكاتب والمفكر الفرنسي المعروف "جاك أتالي"، وذلك تحت عنوان "الإهانة"، وهو نفس العنوان الذي وسم به "المستشار السياسي السابق للرئيس فرانسوا ميتران" مقاله بمدونته الخاصة يوم 15 شتنبر 2014، وأعادت مجلة الإكسبرس الفرنسية نشره، مع عمق في عنوان أتالي الذي جاء على النحو التالي "جيوبوليتيكا الإهانة"، في وقت جاء عنوان افتتاحية بوعشرين مضببا وعاما "الاهانة"..
بوعشرين ولكي لا يثير انتباه القراء ، عمد إلى زيادة بعض الفقرات وحذف فقرات أصلية من مقال "أتالي" لأن زمن كتابتها ليس هو زمن وظروف كتابة افتتاحية بوعشرين، إلا أن الأفكار وتسلسلها والخيط الناظم بينها (الإهانة) ظلت هي تماما ، باستثناء تقديم فقرة كانت في آخر مقال الكاتب الفرنسي، مع بعض التنويعات بالزيادة أو الحذف حتى يوهم سارق الإفتتاحية القراء بأنه مبدع الافتتاحية وصانع الأفكار التي جاءت فيها.
المعني بالأمر لزم الصمت لحد الساعة، و لا يعرف هل الترجمة الحرفية هي لزنجي "المصلحة" ، أم هي من بنات أفكار كاتب الافتتاحيات الذي لا يشق له غبار و المتخصص في إعطاء الدروس و المواعظ.