يبدو أن عقدة في لسان وزير خارجية أسبانيا "خوسيه مانويل جارسيا" انفكت لتنطق بكلمة الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية للمملكة . و هي عقدة طالما ما بقيت متصلبة مند خروج فلول فرانكو صاغرين من مدن الصحراء و رفع العلم المغربي فوق بلدية العيون.
و للعقدة التاريخية لقدماء الفرانكاويين و عتاة اليمين الاسبان أسباب تاريخية. فالمغرب الذي استرد جزءا من ترابه اغتصب منه ضلما و عدوانا و استعمارا ، و استكمل وحدته الترابية بحل سلمي و سياسي ناذرا ما سجل مثله في التاريخ الراهن.
لكن يبدو أن كوابيس قدماء الفرانكوية قد عادت لتستبد بأفكار الحالمين بزمن مضى و لن يعود. وزير خارجية أسبانيا "خوسيه مانويل جارسيا" تناسى الازمة الاقتصادية التي تعصف ببلده و التي قد تعيده لزمن الفقر، ليوزع النقط الحسنة على بلدان الربيع العربي. و بقصر النظر و بعمى استعماري قديم يعود لزمن من مات حسرة على زمن "الغاوديو" لم يرى من الحكم الذاتي إلا المؤسسة الملكية في المغرب.
فالسيد غارسيا كما جاء في جريدة "الموندو" يرى ان على الملكية في المغرب ان تتأقلم مع معطى الحكم الذاتي في الصحراء. و ما لا يعرفه من يفكرون مثل غارسيا رغم ان الكم الهائل من الوثائق و الظهائر السلطانية التي نهبها من الصحراء جواسيس فرانكو و مستشرقون اسبان، تأكد روابط الانتماء لهذا الوطن.
إن الصحراء كانت دائما منطقة في عهدة سلاطين المغرب و ان ما يشبه الحكم الذاتي كان قائما بالصحراء قبل تكالب جحافل الاسبان مند بناء اول كشك خشبي ب"سانت كروز دمار بكينا".
و الاهم من كل ذا و ذاك ان الحكم الذاتي كحل سلمي للنزاع جاء بمبادرة من المؤسسة الملكية التي تعتبر فضاء لكل الاطراف رغم ابتعاد وجهات النظر في لحظة تاريخية معينة.