تكريم فنانات مناضلات في انطلاق المهرجان الدولي لفيلم المرأة
المخرج المصري مجدي أحمد"مهرجان سلا أول مهرجان يحتفي بالشعب"
أفلام مواضيعها تتركز بالأساس على قضايا النساء، الوجوه التي يتم تكريمها لنساء جعلن السينما مسارا لحياتهن ونضالهن ، لجنة التحكيم عناصرها نسائية مبدعة مائة بالمائة ، إنه مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة الذي انطلقت فعاليات دورته السادسة أول أمس الاثنين بحضور وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي وكاتب الدولة في الداخلية الأسبق سعد حصار، وعدد من الوجوه الفنية والسياسية والمسؤولين المحليين بالمدينة.
المهرجان الذي اختار بامتياز، منذ انبثاقه قبل ست سنوات أن يحتفي بالنساء الممارسات لمهنة الفن السابع ، بل ويعرض إبداعاتهن كتابة، تمثيلا وإخراجا ...،آثرت جمعية أبي رقراق الجهة المنظمة كما دأبت على ذلك كل سنة، الإعلان عن افتتاح دورة هذا العام بالمركب السينمائي "هوليود" الواقع بحي كريمة أحد أحياء سلا الممتدة خلف الأسوار التاريخية والعتيقة، مشركة بذلك ساكنة الحي بل سكان أطراف المدينة في مهرجان بات يشكل ملتقى للثقافات بتعددها ورمزا لانفتاح المغرب ومواصلة مسار تمكنيه للنساء اجتماعيا، حقوقيا، وسياسيا .

وخلال حفل افتتاح هذه الدورة تم تكريم كل من المنتجة المغربية ، مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بأكادير، نزهة الإدريسي التي اختطفتها يد المنون قبل ما يقارب السنة، والفنانة المصرية المبدعة والمناضلة في قلب الربيع الديمقراطي بأرض الفراعنة تيسير فهمي ، حيث سلم وزير الدولة السابق في الداخلية سعد حصار لعائلة الراحلة ذرع التكريم ، فيما قدم الإعلامي المغربي رضا بنجلون شهادة أبرزت ملامح من المسار المهني والإبداعي للمنتجة الراحلة نزهة الإدريسي، والتي جعلت من جنس الفيلم الوثائقي خيارا احترافيا ، بل وأسست له مهرجانا دوليا سعت عبره إلى تطوير وترسيخ ثقافة سينمائية توثيقية بالمغرب .
وذكر المتحدث بالخيار الذي تبنته الراحلة، وهو الخيار النضالي من أجل الارتقاء بأوضاع النساء عبر السينما ، مثمنا تكريم المهرجان لها ،لأن في ذلك تكريم القيم الإنسانية والنهج الإبداعي الذي خطته نزهة الإدريسي باعتبارها أحد رائدات الحركة النسائية.
ومن جانبه أشاد المخرج المصري مجدي أحمد خلال تكريم الفنانة المصرية تيسير فهمي،بالمهرجان ورهانه على الاندماج وسط الأحياء الشعبية لمدينة سلا،وإشراك ساكنتها في فعالياته التي تمتد على مدى أسبوع، قائلا"إنه أول مهرجان يحتفي بالشعب ".

وفي تقديمه لشهادة في حق الفنانة تيسير فهمي، أبرز المسار الإبداعي المتميز الذي أسست له الفنانة منذ بداياتها وإلى حدود اليوم، مشيرا إلى كونها كانت أولى الفنانات التي نزلت لقلب ساحة التحرير بالقاهرة وشاركت الشباب والشابات التواقات للحرية والكرامة والتغيير نضالهن على مدى طيلة أيام وأسابيع الثورة بمصر.
وأكد المخرج المصري أن نضالية تيسير فهمي من أجل قضايا النساء ليست وليدة هذه الأحداث ، بل هي عنوان مسار مهني إبداعي منذ تخرجها من المعهد العالي للفنون المسرحية بمصر سنة 1976، حيث قدمت عبر أدوارها طرحا جديدا لدور المرأة المقتحمة الرافضة لكل أنواع الخنوع والخضوع، مشيرا إلى مشاركتها في أدوار هامة في أفلام لمخرجين كبار، لاقت نجاحا باهرا من مثل فيلم "العوامة 70" للمخرج خيري بشارة، و"بنات تحت العشرين" للخرج الكبير بركات، وفيلم"المهمة " للمخرج السبعاوي وغيرها من الإبداعات الراقية.
وهذا الحس السياسي النضالي لم يغب عن الكلمة المقتضبة التي أفصحت من خلالها الفنانة تيسير فهمي عن اعتزازها بهذا التكريم، إذ عبرت عن القلق الذي يحيط بالنساء في المنطقة العربية والمغاربية بسبب المد الأصولي الذي يجتاح هذه البلدان،قائلة" نحس كأن هناك من يريد أن يعيدنا إلى عصر وأد البنات"،منتقدة الازدواجية التي مازالت تطبع التعامل مع النساء والتي تجلهن مطالبات ببذل جهد مضاعف لإثبات الذات.

ودعت تيسير فهمي التي أسست بعد ثورة 25 يناير بمصر حزب المساواة والتنمية ، لتكون كأول امرأة منتخبة على رأس حزب سياسي النساء والشرفاء من الرجال الحاملين للهم الديمقراطي عبر العالم إلى التعبئة والاتحاد من أجل مواجهة الأخطار المحدقة بالقيم الحداثية داخل المجتمع.
ها وأكد من جهته رئيس المهرجان نور الدين شماعو، ورئيس جمعية أبي رقراق، على الأهمية التي بات يشكلها مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة،باعتبارها لبنة إضافية لترسيخ الثقافة السينمائية، وإشراك الساكنة بمختلف فئاتها في الاطلاع والتفاعل عن قرب بممثلين ومبدعين وإنتاجات سينمائية راقية.
وأشار في هذا الصدد إلى لجنة التحكيم التي تضم أسماء نسائية لامعة في سماء الفن السابع، إذ تترأسها المبدعة السينمائية الهندية أرونا فاسودي٬ مؤسسة مهرجان السينما الآسيوية بنيودلهي، وتضم في عضويتها الممثلة الايرانية فاطمة معتمد آريا والمخرجة والممثلة الفرنسية مريم ميزيير والمخرجة الكورية أوني لوكونت والممثلة المصرية عبير صبري والمخرجة البوركينابية فانتا ريجينا ناكرو والمخرجة المغربية سلمى بركاش.
وأعلن المنظمون أن هذه الدورة التي اختارت الاحتفاء بالسينما الأرجنتينية، سيكون الجمهور في إطار المسابقة الرسمية على موعد مع اثني عشر عملا سينمائيا إبداعيا ، ويتعلق الأمر بفيلم دجيكا (أطفال ساراييفو)" لأيدا بيجيتش (البوسنة٬ ألمانيا٬ فرنسا٬ تركيا) و "طفل الأعالي" لأورسولا ميير (سويسرا٬ فرنسا) و"أندرومان..من دم وفحم" لعز العرب العلوي (المغرب) و "رانيا" لروبيرطا ماكس (البرازيل) و "فيوليا صعدت الى السماء" لأوندريس وود (الشيلي٬ الأرجنتين٬ البرازيل٬ اسبانيا) و "سر الطفلة النملة" لكريستوف فرونسوا (فرنسا٬ البنين).
كما تشهد المسابقة عرض أفلام "أسماء" لعمرو سلامة (مصر) و "الحب ولاشيء غيره" ليان شومبورغ (ألمانيا) و "هانيزو" لناوومي كواسي (اليابان) و "إنكريد جونكر" لباولا فان دير أويست (هولاندا٬ ألمانيا٬ جنوب افريقيا) و "بورتريه للشفق" لأونجيلينا نيكونوفا (روسيا) و "الطريق الأخير" لكيلي ريتشاردت (الولايات المتحدة).
فنن العفاني