كلمة لابد منها
مرة أخرى يبرهن وزير من وزراء الحكومة الملتحية عن تسرع في الحكم و عدم القدرة على النظرة السياسية المتأنية. لحبيب الشوباني الوزير الذي انتفضت ضده 350 جمعية من المجتمع المدني ، ساهم في تأزم التعايش بين الوزراء. فقيامه بقراءه تقرير حول غياب الوزراء عن جلسات البرلمان في مجلس الحكومة خلق نوعا من اللغط لدى الوزراء، و هم معدورون لأن السيد الشوباني يمكن ان يألب عليهم الرأي العام، خصوصا و ان التقرير سرب إلى الصحافة.
و إذا كان وزير كمحمد أوزين علق بكلمات قوية على "فعلة" الشوباني ، فلأن سرد غياب الوزراء بتلك الطريقة يدعو الى الضحك. فبعض الظرفاء شبهوا الشوباني بتلميذ كلفه المعلم بمراقبة المشاغبين لحظة غيابه، لكن التلميذ النجيب تفنن في طريقة المراقبة و فتح لائحة للمشاغبين و المتغيببين. اللائحة لا معنى لها إذا لم يتلوها التلميذ النجيب أمام معلمه لكي ينال الرضى و لكي ينال الاخرون التوبيخ و العقوبة.
بغض النظر عما ذا كان غياب الوزراء مبررا ام لا و هذه مهمة رئيس الحكومة، لأن للوزراء أيضا مبررات للغياب، فإن قراءة تلك الائحة بتلك الطريقة تدعو إلى الشفقة و تبرز إلى حد بعيد طريقة تفكير وزراء العدالة و التنمية حيث يشتم من كثير من الخرجات رائحة الشعبوية الزائدة عن الحد و التي لا تهدف إلا دغدغة مشاعر الناخبين.
و للحالمين بالرضا الخالد للناخبين، نقول لهم أن "عشرة أيام الباكور" تنتهي سريعا و لا يبقى إلا الصح الصحيح.