أعلن فريق من الباحثين عن اكتشاف حوالي 20 موقعا أثريا جديدا بمنطقة أربعاء عياشة بجهة طنجة تطوان تعود إلى فترات تاريخية مختلفة بما فيها العصر البرونزي ،والعهد الموريتاني والعهدين الروماني والإسلامي، مبرزا أن أربعة من بين هذه المواقع الجديدة ذات أهمية بالغة وقيمة كبيرة على مستوى البحث الأركيولوجي والثرات التاريخي للمنطقة.
واعتبر فريق البحث التابع لجامعة عبد المالك السعدي بمدينة تطوان والذي أطلق منذ سنة 2008 مشروعا للبحث الأركيولوجي تحت عنوان" دينامية السكان والتراث الأثري بجهة طنجة تطوان"، في بلاغ توصلت الجريدة بنسخة منه، أن أهم اكتشاف بين هذه المواقع الأثرية الجديدة التي تعد ثمرة حفريات انطلقت في شهر فبراير من هذه السنة، يتمثل في العثور على معكسر يعود للجيش الروماني بمنطقة أربعاء عياشة، وهو مقام في موقع يطلق عليه "كدية فرتاشا"، بالإضافة إلى العثور على مقبرتين فريدتين أقيمتا قبل العهد الروماني إذ تعود إحداهما للعصر البرونزي ، كما أدت الحفريات إلى اكتشاف مدينة بموقع يسمى "ركيبات لقلال" ترجع إلى العهدين الموريتاني والروماني ، فضلا عن العثور على بناء هام بموقع "سيدي بنوار" يعود للعهد الروماني.
وأوضح فريق البحث أن المعسكر الجديد المكتشف والذي يعود للجيش الروماني هو عبارة عن بناء كبير مستطيل الشكل،يحيط به جدار من جميع الجوانب يصل عرضه إلى متر واحد مشيد بواسطة كتل حجرية منحوتة مملوءة ، ويدعم المعسكر في كل ركن منه برج مربع.
وأفاد إلى أنه استنادا إلى المعطيات الأركيولوجية التي تم جمعها انطلاقا من قطع الزليج التي عثر عليها بالمكان، تفيد أن تاريخ الموقع يتحدد فيما بين القرنين الثاني والرابع الميلادي، موضحا أن المعسكر ترتبط أبراجه بصريا مع أبراج أخرى معروفة بالمنطقة كانت مخصصة للمراقبة .
أما فيما يخص المقبرتين الفريدتين اللتين تم اكتشافهما والتي تعود إحداهما إلى العصر البرونزي تتكون من قبور مشيدة على شكل ألواح حجرية شبه منحرفة،أما فيما يتعلق بالموقع الذي هو عبارة عن مدينة يعود تاريخها إلى العهدين الموريتاني والروماني فتتكون من عدة هياكل وبها عدة قطع من الزليج ، فيما وظيفة الموقع لازال يتعين أن تحددها الحفريات الأركيولوجية .
أما فيما يتعلق بالبناء الذي اكتشف بموقع "سيدي بنوار" فأفاد فريق البحث أنه مشيد من كثل حجرية ذات أحجام مختلفة وهي على شكل مستطيل يتراوح قطرها بين 20 و7 أمتار.
وأوضح محمد حبيبي منسق فريق البحث وقسم ماستر الأكيولوجية الكلاسيكية لبيان اليوم، أن النتائج التي تم التوصل إليها تعد بمثابة مرحلة أولى على درب تقييم الإمكانات الأثرية التي تحتوي عليها المنطقة ، إذ أن أولى الخرجات التي قام بها فريق البحث كشفت عن تراث تاريخي مهم بالمنطقة بقي إلى حدود اليوم مجهولا .
وأشار المتحدث إلى أنه نظرا للنتائج غير المسبوقة والاكتشافات ذات الأهمية الأثرية والتاريخية التي تم العثور عليها،فإن فريق البحث وجه طلبا إلى وزارة الثقافة للقيام بحفريات أركيولوجية بمنطقة أحواض واد الكبير وواد عياشة الذين يمران بمنطقة طنجة تطوان،مشيرا أن الفريق يهدف إلى جمع المعطيات وإحداث بنك معلومات التي من شأنها أن تتيح إمكانية التقييم الكمي والكيفي للموارد الأثرية بالمنطقة، ووضع خارطة بمختلف المواقع الأثرية التي عمرها الإنسان.
ف ع