أصبح عضو الأمانة العامة لحزب العدالة و التنمية عبد العالي حامي الدين مثل بهاليل السيرك يضع رجلا هنا و رجلا هناك . و المناسبة هو ظهوره في ما سمي "عيد الشعب" احياء لذكرى ثلاث سنوات على انطلااق حركة 20 فبراير.
الرجل راهن على الحركة كما راهن عليها آخرون ، لكن الحركة ماتت لا بفضل "المخزن" أو عوامل خارجية، بل الحركة ماتت بفعل أبنائها الذين اغتالوها بأيديهم. حضور حامي الدين و ما تبقى من بقايا اليسار الجذري ، جاء لنعي الحركة و للوقوف دقيقة صمت إكراما لحركة سميت في يوم من الايام 20 فبراير. جائت كحراك شبابي طبيعي، لكن سماسرة السياسة و مؤدلجي الدين ركبوا عليها لكي يقضي كل منهم حاجته من خلال شباب عفوي و متحمس.
المرحلة تقتضي الوضوح و القطع مع المناطق الرمادية و هذا هو مربط الفرس ، فضبابية المواقف هي من يخلط الأوراق، تماما كما يفعل ريئس منتدى الكرامة لحقوق الانسان الذي يعيش الغليان من الداخل بفعل تحكم المنتسبين لحزب المصباح. الوضوح يقتضي من حامي الدين أن يختار إما حكومة العدالة و التنمية و إما 20 فبراير و من يدور في فلكها. فلا مجال لكي يبقى الفاعل السياسي و الحقوقي يلعب على حبلين، فتارة يستعمل الدين في السياسة و تارة يستعمل حقوق الانسان .