أعلنت الشبيبة الاسلامية اليوم أحيائها لذكرى اغتيال الشيخ عبد العزيز بن ادريس "على يد عصابة المهدي بن بركة ومحمد البصري وعبد الرحمن اليوسفي" في بيان لها.
و قال عمر وجاج انه في الخامس والعشرين من هذا الشهر الكريم شوال 1433 تحل ذكرى اغتيال العالم الجليل الشيخ عبد العزيز بن إدريس، وكان استشهاده في يوم الجمعة 25 شوال 1378هـ حين توجه إلى قرية تحناوت لإمامة صلاة الجمعة، وإلقاء محاضرة إسلامية في المسجد، وعند وصوله إلى القرية المذكورة هاجمته عصابة مكلفة من قبل المهدي بن بركة ومحمد البصري وعبد الرحمن اليوسفي كانت تنتظر مجيئه، بالعصي والخناجر والحجارة ولم يكفوا عن ضربه حتى فارق الحياة، وكان على رأس هذه العصابة لحسن السيكليست ومحمد الأعور وحوالي عشرين شخصا كلهم أعضاء في الاتحاد الوطني للقوات الشعبية اعترفوا كلهم بأن المهدي بن بركة ومحمد البصري وعبد الرحمن اليوسفي هم الذين كلفوهم باغتيال الشهيد، ولكن السلطة تغاضت عن متابعة التحقيق واعتقال المخططين للاغتيال والآمرين به وطوت الملف نهائيا. وبهذه المناسبة جددت الشبيبة الاسلامية لأسرة الشهيد أبناء وحفدة تعازيها ودعت أعضاء الحركة إلى صيام يوم 25 شوال المقبل وإهداء أجر الصيام إلى روح الشهيد.
ترجمة موجزة لحياة الشهيد الشيخ عبد العزيز بن إدريس
ولد الشيخ الشهيد عبد العزيز بن إدريس الزموري قبيلة، العمراوي الحسني نسبا، عام 1325 هـ ، موافق 1907 م ؛ أخذ عن والده الشيخ عبد الرحمن وعن الشيخ محمد العلمي علوم الفلك والرياضيات والتوقيت، وحصل على عالمية القرويين سنة 1930م، وشارك في مقاومة الظهير البربري فكان من أول سجناء الوطنيين على يد الجلاد ابن البغدادي باشا مدينة فاس.
تميزت حياة الشيخ بأمور جعلت منه نموذجا للشباب المؤمن الغيور على دينه ، منها :
· عقيدته السلفية التي جعلت منه أحد دعاة الإصلاح ونبذ الشعوذة والخرافة والبدع.
· غيرته على أمته التي جعلت منه أحد رجال الحركة الوطنية الأوائل، الذين استماتوا في محاربة الاستعمار، فجال المغرب طولا وعرضا داعيا إلى الثورة والجهاد ، ووقع عريضة المطالبة بالاستقلال في 11 يناير 1944م، وعرف السجون والمنافي والتعذيب والتنكيل على يد المستعمر.
· منهجه الطريف في الدعوة الإسلامية ، والتحريض على جهاد الفرنسيين خاصة في الأماكن القصية بجبال الأطلس، حيث كان يتنكر في ملابس ( الحلايقية) ، ويتجول في أسواق الجبال التي يحرم الاستعمار الاتصال بأهلها، ويقص في ( الحلاقي ) قصص الملك سيف بن ذي يزن وعنترة بن شداد ومختلف القصص الشعبية والطرائف التربوية، بجميع اللهجات المحلية ( دارجة وأمازيغية ) ، وفي نفس الوقت يبث دعوته الدينية ودعايته السياسية والجهادية ، ويتصل سرا بمن يريد وينسق حركة المقاومة للاستعمار.
· مناهضته في أول عهد الاستقلال لأخطر حركتين على الوحدة الوطنية والدين الإسلامي ، وهما المد الشيوعي والمد الفرانكفوني المتستر بالعرقية والأمازيغية التي كان يسيرها مركز التبشير المسيحي في كنيسة تيومليلين بمدينة آزرو؛ مما عرضه إلى الاغتيال يوم الجمعة 25 شوال 1378هـ على يد عصابة المهدي بن بركة ومحمد البصري وعبد الرحمن اليوسفي.وكان رحمه الله تعالى متوجها في نفس اليوم لإلقاء محاضرته، فاعترضت طريقه العصابة وقتلته بعد أن شدخت رأسه بالحجارة، ونقل جثمانه إلى فاس حيث دفن بالقباب خارج باب الفتوح.
· حقق بمشاركة علال الفاسي وشكيب أرسلان أجزاء من كتاب العبر لابن خلدون طبع منها جزآن بمطبعة النهضة في القاهرة سنة 1355هـ /1936م.
· له كتاب في السيرة النبوية بالأمازيغية ( بسِتِّ لهجات منها )، ألفه خلال فترة سجنه بأغبالونكردوس، حيث كان يدرسه للسجناء الوطنيين من زايان وسوس والريف والمغرب الشرقي.
· نشر كثيرا من المقالات والدراسات الإسلامية في صحف الحركة الوطنية المغربية ومجلاتها التي كانت تصدر في عهد الحماية الفرنسية ، وفي السنوات الأولى للاستقلال.
· اتفق جميع الفاعلين في الساحة السياسية بما فيهم الحكومة المغربية إذ ذاك على التعتيم على جريمة الاغتيال ، وعلى تاريخ الرجل في الدعوة والجهاد، لأسباب لا تخفى على أحد.
السويد في 7 شوال 1433هـ
الشبيبة الإسلامية المغربية
اللجنة السياسية/ عمر وجاج