في سياق العناية بخصوصيات ثقافة الصحراء وفي إطار الاهتمام بالثقافة إجمالا وبالتشكيل والجماليات تحديدا اقترحت جمعية الفكر التشكيلي تدشين هذا التوجه عبر عقد ندوة فنية وانثربولجية أولى في موضوع : "التجلي الجمالي في الإبداع الصحراوي نماذج وتجليات "كان ذلك يوم 25 دجنبر 2013 بالقاعة الوطنية باب الرواح بالرباط ، بحضور شخصيات ثقافية وإبداعية وازنة فضلا عن ممثلي أقاليمنا الصحراوية من طلبة ومثقفين وفاعلين اجتماعيين .
وذلك وفق المحاور التالية:
1. جماليات الأنا والآخر في شعر" التبراع"
2. جماليات الصحراء في المتخيل الأدبي الغربي.
3. المشغولات اليدوية في الصحراء : الفن..والهوية الجمالية
4. تصادي الفلسفة والأدب من خلال مفهومي الصحراء والترحال :( لوكليزيوLeclézio ) نمودجا.
5. جمالية المكان في الشعر الشعبي الحسَّاني .
6. ملاحف الصحراء من ورشات الصباغة..إلى محلات التاجرات .
بمشاركة ثلة من الباحثين والنقاد من ذوي التخصص وهم:
الدكتورة العالية ماء العينين، باحثة جامعية. (1)
الدكتور محمد الشيكر باحث في الفلسفة والجماليات. (2)
الأستاذ ابراهيم الحيسن استاذ باحث في الفن التشكيلي وشؤون الصحراء. (3)
الأستاذ عبد اللطيف بوجملة إعلامي وباحث في الفلسفة والجماليات. (4)
(5)الأستاذ لحبيب عيديد باحث في أدب الصحراء
(6)الأستاذ أحمد البشير ضماني كاتب وباحث ..

و اعتبر الدكتور محمد الشيكر خلال قرائته لاستتيقا الصجراء في الكتابات الغربية إنطلاقا من استثمار العناصر الدلالية والتأويلية في المتخيل الغربي الصحراء كفضاء جمالي من جهة وكأبعاد ثقافية تتصل بمتخيل الترحال وعلاقته بالكتابة وتجربة الحدود. فيمايذهب الباحث والإعلامي عبد اللطيف بوجملة إلى التأكيد على وجود تعالق غير مرئي بين أشكال الفكر من جهة وبين التماكن المفهومي والرمزي والأيقوني للصحراء والترحال . متعاطبا مع الصحراء كمخطط للمحايتة أوسطح أو أرض و كسند رمزي وأيقوني لشعرية المكان .
و يُعَرِّفُ الناقد ابراهيم الحَيْسن ببعض الخصائص الجمالية للإبداع اليدوي بالصحراء والكشف عن كوامنه التعبيرية عند الحرفيين في صحراء البيضان لاسيما في مجال الإنتاج اليدوي، ولاسيما المشغولات اليدوية بوصفها أبرز الفنون المحلية التي تجمع بين الوظيفة النفعية والوظيفة الجمالية. وقد تم التركيز في الورقة على الإنتاجات الجلدية الموسومة بزخارف متنوعة والمصنوعات النسيجية كما هو الحال بالنسبة للملابس التقليدية والخيمة، إلى جانب الحلي ووسائل الزينة والتبرُّوج.
أما الباحثة العالية ماء العينين فتتناول جماليات الأنا والآخر في شعر"التبراع" من خلال تعريف لغوي واصطلاحي وإبداعي لهذا اللون الشعري الذي تنظمه نساء الصحراء تغزُّلاً في الرجال، وذلك في أجواء خاصة تطبعها السرية والكتمان والحرص الشديد على عدم التداول والانتشار نتيجة للحشمة والوقار والرقابة التي تمارسها الطقوس والطابوهات البدوية بالصحراء. مستعرضة في ذلك نماذج مختارة من التبراع ضمن سياقات ثقافية واجتماعية متنوعة.

فيما تناول الباحث لحبيب عيديد جمالية المكان في الشعر الحساني عبر نماذج شعرية متنوعة ويَعتبر أن اللحظة الطللية حضرت في الشعر الحساني كإحدى الوقفات المضيئة التي استوقفت شعراء الصحراء، ذلك أن الشاعر الحسَّاني كالشاعر العربي القديم يبدع عبر اللحظة الطللية ماضيه المنصرم وواقعه الآني كلاما شعريا متحفزا لمعانقة مستقبله الغامض، فهو عندما يبدع شعرا طلليا، فإنما يدرك إدراكا واعيا أو لا واع أن الأطلال تعتبر شاهدة على زمن مضى ولَّى..ولن يعود، ووظيفتها تبقى منحصرة، في لحظة تشكل الإبداع باعتبارها مبعث ذكريات هذا الزمن وإحياء لها عبر ذاكرة الشاعر الناطق باسم الجماعة/القبيلة.
في حين عرض الباحث بشير ضماني ترجمة لمقال مقتطف من كتاب "الملحفة- زي نساء المغرب الصحراوي" لهرفي نيغر وكلير سيسيل ميتاتر، وقد ركز في اختياره على الجانب الجمالي المتعلق بطريقة الصباغة والتلوين بالأساليب التقليدية المحلية داخل ورشات الحرفيين، إلى جانب رصد أجواء التسويق والتسليع مع ما يسم ذلك من طقوس المتاجرة داخل أسواق شعبية تكاد تكون من اختصاص النساء.