كلمة لابد منها
حمودي ينظر لقومة الإسلاميين في المغرب
استفاق عبد الله الحمودي من سبات عميق من فترة إقامة طويلة بالولايات المتحدة، ليقول لنا بمناسبة الجامعة الصيفية لحشدت بفاس " إن النظام السلطوي المغربي، نظام مهزوم ومهزوز، موضحا أن ظهور حركة 20 فبراير، هزت النظام، لأنها هزت الأسس التي كان يقوم عليها، لدرجة شعر معها النظام نفسه بأن حججه لم يعد يثق بها الناس أو يخافون منها".
و بنا حمودي تحليلاته على معطيات مغلوطة لعدم درايته بحقيقة الواقع الاجتماعي بالمغرب، رغم كونه باحث انتربولوجي . فقد تنبأ بعودة "20 فبراير" قائلا " رغم مرحلة الفتور التي تعيشها حركة 20 فبراير، إلا أنه لا يستبعد أن تأتي ظروف تحدث هزة أخرى تغذي الأمل في التغيير". و يبدو أن حمودي لم يفهم أن الحركة فشلت فشلا دريعا و انتهت . فعوض أن يحلل أسباب فشلها، تعامى عن النظر للواقع معطيا قراءات أقرب إلى الأمنيات.
الحمودي رمى بجرة قلم كل الاحترام الذي كان يحظى به، فقد أظهرت مداخلته ضعفا في الرؤية النقدية و خلطا في المفاهيم, فالحمودي لا يميز بين عهد الحسن الثاني الذي نعث المنتفضين بالأوباش و بين عهد محمد السادس الذي فضل الإنصات لنبض الشارع و استباق الإصلاحات السياسية بشهادة المحللين الأجانب.
فشاء حمودي أم كره فخطاب محمد السادس أكثر مرونة و دبلوماسية من الحسن الثاني و الفرق بين بين العهدين, اللهم إلا إذا كان حمودي يرى ما يريد.
و الغريب في الآمر هو المستوى المنحط الذي وصل له رجل جامعي و أستاذ بجامعة أمريكية ، فهو يبشر المغاربة بفوضى القرن الثامن عشر بفرنسا. كما يبدو أن حمودي قد انخرط في جماعة ياسين، فقد كرر مصطلح القومة مرتين أو ثلاث و هذا آمر غريب بالنسبة لباحث أنثربولوجي متنور.
لكن ما يبرر كل خزعبلات حمودي و أمثاله في الجامعات المغربية ، هو أن حمودي ينتمي لجيل فاشل و عدمي أصيب بالإحباط النفسي و الفكري لفشلهم في فرض أفكارهم المغتربة على المجتمع المغربي، لتعاليهم و احتقارهم للشعب و انخراطهم في نضال الصالونات البورجوازية عوض التطوع لتنوير الشعب عبر التنمية الاجتماعية.
اليوم أمثال الحمودي يأتون في أرذل العمر لإعطائنا الدروس، نقول لهم أسكتوا أيها الفاشلون. لأنكم جزء من مأساتنا اليوم ، فماذا ننتظر من شيوعي سابق على النموذج الشرقي أن يقدم لنا اليوم سوى العدم و الدماء و الفوضى و ما يحدث حولنا فيما يسمى الربيع العربي هو خير دليل على ما نقول.
أما ثورجية الحمودي التي تفتقت مؤخرا أمام شباب "حشدت"، فليست سوى نهجا لطريق الطابور الخامس الذي يأتمر بتعليمات الأمير الأحمر في بلاد العم سام، هناك حيث الدولار و رغد العيش بعيدا عن الجماهير الشعبية و الكادحين.