استضاف مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، في بيته بالرباط، شيوخ السلفية الجهادية حسن الكتاني و عمر الحدوشي و أبو حفص، وذلك من أجل تليين مواقفهم من مسألة التدخل الفرنسي بمالي.
و أكد شيوخ السلفية اللقاء ببيت الرميد الذي أحيط بسرية تامة ، لكن واحدا من الشيوخ سرب المعلومة للصحافة. و يبدوا أن الرميد غدا منزعجا من تصريحات الشيوخ، لكونه كان أحد من أعطى ضمانات لعدم العود للتصريحات النارية فيما يخص شيوخ السلفية.
وتناول لقاء الرميد بالشيوخ انعكاسات الخارجات الإعلامية المتشددة التي أطلقها الشيوخ أخيرا، حول الحرب الفرنسية على مالي، والتي انتقدوا فيها التدخل العسكري الفرنسي ووصفوه "بالتدخل الاستعماري لقوى غاشمة لا يمكن السكوت عنه في كل الأحوال".
وطالب الرميد في اللقاء من الشيوخ بتليين مواقفهم وتجنب التصريحات التي ينشرونها على الموقع الاجتماعي "فيسبوك"، والتي تشوش على المواقف الرسمية للحكومية، داعيا الشيوخ إلى تجنب المواقف المتشنجة، واستحضار المصالح العليا للبلاد.
من جهتهم بدت معالم التذبذب و التخاذل في مواقف الشيوخ ، فقد تراجع عمر الحدوشي عن أقواله بينما قال أبو حفص أن هناك تحاملا إعلاميا عليهم. و يبدو أن موجة الاستنكار من التصريحات المتطرفة لرموز التيار السلفي و من يدور في فلكهم من إسلامويين من كل الأصناف ، بخصوص الحرب على الجماعات الجهادية بمالي، قد دفعتهم للإعادة حساباتهم.
فقد تبين لهم أن الرأي العام لا يمكن تطويعه و تجييشه بالأطروحات الدينية. كما أن الرميد حاول القيام بضربة إستباقية ليجنب نفسه التورط في ملف السلفيين إذا ما ذهبت الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.