تحول صاحب مزبلة لكم إلى عامل قمامة افتراضي يجمع كل المتعفن من الاخبار و كل الاشخاص القدرين ليجعل منهم أبطال من قمامة.
و الشيء و بالشيء يذكر، فصاحبنا بعد ان تجول في كل المزابل توجه للنبش في قانون المالية و أخد يستعرض علينا بلادته المعهودة في قراءة الارقام. و ما من موضوع يعيد المزبلة إلى الواجهة هذه الايام بعد ان لقنه اإسماعيل العلوي درسا في الاخلاق و الإعراض عن الجاهلين، سوى الحديث عن ميزانية القصر.
و ببلادته المعهودة يخلط صاحبنا عن قصد بين مخصصات السيادة و القوائم المدنية و ميزانية التجهيز بالقصر. و الكل يهرف أن القصر إدارة لها موضفون و دواليبها تدور ليل مساء لاستقبال رؤساء الدول و ملوكها و منهم الامين العام للأمم المتحدة. فهل يريد أنوزلا من دولة كالمغرب ان تركب رئيس دولة يحل بالمغرب ضيفا في سيارة أجرة؟
و لقصر نظر الشخص و استبلاده للمغاربة يريد من دولة عريقة اسمها المملكة المغربية ان ترجع لزمن الحل و الترحال و التخلي عن كل اشكال التذبير العصري للميزانية بدعوى أن ذلك مكلف للميزانية رغم ان صاحبنا لا يدفع فلسا من جيبه بل يريد فقط ملأ جيبه عن طريق التشهير بأعراض الشرفاء من أبناء هذا الوطن المعطاء.
إن من يريد ان يتدخل في مخصصات السيادة يجب أولا ان يفهم ماذا تعني تلك الخانة، ثم إن المؤسسات هي الوحيدة المخولة بالحديث عن موضوع يعتبر بالنسبة للمغاربة خطا احمر.
و كلما حقق المغرب نجاحات و سار على نهج الاستقرار والوسطية إلا و أصيب صاحبنا بالغصة في قلبه .و بعد ان نجحت الجولة الخليجية للملك محمد السادس و تم سحب البساط من تحت أقدام كينيدي و من يدورون في فلكها بعودة روس بنفس الإطار المحدد سابقا، أصيب أنوزلا بالهذيان و أصبح كالمحموم يهذي بكلمة ثورة ثورة ثورة ...تماما كما كان يهلوس القذافي في آخر أيامه. و لنسر إلى الأمام على نهج الوسطية و الاعتدال فصاحب الثورة لن ينتهي حتما إلا في مجاري المياه عائدا إلى أصله جردا كبيرا.