كلمة لابد منها
حينما يتحدث السفاح عن حقوق الانسان
استفاقت اليومية الناطقة بالفرنسية ا الجزائرية « Le Temps d’Algérie »على وخزة ضمير متأخرة، من جراء الاهوال و الانتهاكات التي اقترفتها الأيادي الآثمة بالجزائر. فأخذت تسقط أشباح الماضي التي تلاحقها على المغرب.
الجريدة السوداء تلقفت تقريرا مشبوها لوزارة الخارجية الروسية تتهم فيه امريكا بخروقات حقوق الانسان . و ذهبت الجريدة بعيدا حيث أجزمت أن وكالة الاستخبارات الامريكية تملك معتقلات سرية بالمغرب . و للمزيد من الجزم أعطت أسماء اماكن يعرفها الكل في هذا البلد السعيد.
و للإخبار فقط، فالمغرب اعترف بماضي الانتهاكات و حدد لائحة المعتقلات التي كانت سرية في الماضي الشيء الذي لم تفعله الجزائر التي لم تعترف حتى الآن بجمعية أسر المفقودين بالجزائر . و إذا كانت أمريكا قد حشرت أعدائها بمعتقل "غوانتنامو" الشهير، فالكل كان يعلم أين يوجد كما كان الكل يعرف اين يوجد أبو غريب. و حتى حين رحلت أمريكا مغاربة من غوانتنامو ،فكانوا يسلمون تحت إشراف القضاء.
و إذا كانت الجزائر تستقبل الارهابيين بالتمر و الحليب في بلدها، فالمغرب يستقبل المتهم بالإرهاب بقوة القانون و حجية المحاكمة العلنية في محكمة الارهاب.
لقد ولى زمن الحرب القدرة التي تقترف فيها الجرائم باسم مصلحة الدولة. و حسب معلوماتنا فقد سقط جدار برلين إلا إذا كان ما زال قائما في أذهان البعض الذين ينتمون لنفس الحقبة و نفس المدرسة الستالينية، التي أبادت الملايين باسم الفردوس الإشتراكي الذي لم يكن إلا وهما و كذبة كبيرة للتسلط على الجماهير.
إن آخر من يتحدث عن حقوق الإنسان هو السفاح و مجرم الحرب و المتهم بالإبادة الجماعية على شاكلة روسيا و من ينهلون من قاموسها السحيق الستاليني، الذي لم يجلب إلا الويلات للعالم من جراء الحروب و الفتن و التفرقة بين الإخوة و الأشقاء.