اعتبر موقع "ميديا بار" الفرنسي في مقالة تحت عنوان "كيف نقطع مع الإسلام الراديكالي" ، أن التجربة المغربية وحدها القادرة على المواجهة، وذلك أنه إلى جانب العمليات الإرهابية، التي تنفذها الجماعات الإرهابية، هناك آلاف الفتاوى الغريبة عن الدين والتي تشحن أذهان الشباب كي يلتحق ببوكوحرام وحركة الشباب الصومالية، مشيرا الى تأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة.
وقال كاتب المقال إريك هيريوت، إن إفريقيا التي تحاول الخروج من عقود من التخلف بفضل الاستثمارات المحلية والأجنبية، والتي يبدو أنها تستعيد عافيتها الاقتصادية، وجدت نفسها وجها لوجه مع أخطر الآفات الإنسانية أي الإرهاب. والذي يضرب دون توقف وفي كل مكان، في مالي وليبيا والنيجير ونيجيريا والكاميرون وبروكينا فاسو وحتى في الكوت ديفوار. وبلدان أخرى أصابها بشكل مزمن مثل الصومال مثلا. و أضاف الكاتب "شيء واحد ينبغي أن يكون واضحا دون تردد. ومهما يكن السبب، فإن المؤكد هو أن الافعال القاتلة التي تصيب أشخاصا أبرياء ينبغي تصنيفها بأنها إرهابية. فما يسميه المتطرفون جهادا ليس كذلك ولن يكون".
وششد الكاتب الفرنسي على ان هذا الفهم المولع بالقتل منتشر بشكل كبير عن طريق الدعاة الذين لديهم أحسن الطرق للولوج إلى عقول الشباب بفضل الشبكات الاجتماعية والفضائيات. فهؤاتء الدعاة الغلاة يعلمونهم الدين كما يفهمونه هم أنفسهم. لقد أصبح واقعا أن المسلم اليوم يجد نفسه وسط آلاف الفتاوى التي تجمع بين المتناقضات نظرا لعدم التنسيق بين منتجي الفتاوى. وهذا هو الذي أعطى بوكوحرام والشباب وأنصار الدين بإفريقيا.
وشدد الكاتب على اهمية أن نتابع تجربة جارية اليوم مثل تأسيس مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة. هذه المؤسسة، وبفضل مختلف فروعها في الدول الإفريقية " ستقوم إلى جانب كل الهيآت الدينية المعنية، بدورها في إشاعة الفكر الديني المتنور، ومواجهة مايروج له بعض أدعياء الدين، من نزوعات التطرف والانغلاق والإرهاب باسم الإسلام. وهو منها براء" كما جلالة الملك محمد السادس في خطاب تنصيب المؤسسة. و ختم الكاتب تحليله بأن المغرب الذي كان وراء هذه المبادرة، ستتجه بالعديد من الآن فصاعدا نحو توحيد الفهم للإسلام.