لم يكن أحد من موظفي وزارة الاتصال يتوقع أن تصل الأمور إلى ما آلت إليه حاليا من تدهور وانحطاط وتهميش للأطر وتسيب على عهد وزيرها السيد مصطفى الخلفي المنتمي إلى حزب حملته إلى ترؤس حكومة، جعلت من التغيير ومحاربة الفساد شعارا لها، رياح وأمواج ما اصطلح عليه أنذاك بالربيع العربي.
فمنذ تعيينه على رأس هذا المرفق الحساس قام بتغييرالكاتب العام للوزارة ثلاث مرات على التوالي. و يبدو أنه يتفاءل بهذا الرقم، ففي ظرف أربع سنوات التي هي عمر ولايته، تتالى على مديرية الموارد البشرية والمالية ثلاث مدراء. هل في كل مرة نخطأ الاختيار؟ ألم نعثر بعد على الدرة الفريدة؟ أليس في كل هذا هدر لوقت الأحرى استغلاله للنهوض بهذا القطاع وشؤون العاملين فيه؟ ألا يتطلب الإعلان عن المنصب واستقبال الترشيحات وتكوين اللجان ووو الكثير من الجهد؟ أم أن الأمر كله لا يعدو مجرد مسرحية ركيكة السيناريو وهزيلة الإخراج ؟
هذه بعض التساؤلات و غيرها كثير لا يسع المجال لسردها هنا يطرحها الموظفون بكثير من الأسى والامتعاض. هل يتحمل السيد الوزير قسط من المسؤولية فيما حدث ويحدث أم أن الرجل منصرف إلى شأن يغنيه تاركا الحبل على الغارب للتماسيح والعفاريت، التي قضت مضجع رئيس الحكومة، لتعيث لهوا وتخريبا داخل هذا المرفق العمومي الحساس.
لنتحدث الآن عن الكاتب العام الجديد. فهذا الشخص المتخصص في الكهرباء الذي كان يشغل منصب رئيس قسم بمديرية الجمارك عين بقوة قادر كاتبا عاما لقطاع الإعلام والاتصال. هذا المسؤول و بمجرد إمساكه بزمام المسؤولية حتى قام باستبعاد مدير الموارد البشرية والمالية، الذي لم يكن قد مضى على تعيينه مدة طويلة، وقام باستقدام مديرآخر، زميله كان يشتغل تحت إمرته رئيس مصلحة بمديرية الجمارك أيضا كان تابعا له، عبر مباراة شكلية مخدومة ومحسومة مسبقا. ما هذه الصدفة الجميلة والخلطة السحرية؟ أهذه هي النزاهة والشفافية وتكافؤ الفرص التي يتشدق بها ويرددها كالببغاء السيد الخلفي؟ كلا هذه هي الزبونية والمحسوبية في أبهى حللها وأسمى تجلياتها. وهنا سيبدأ الفصل الثاني من المخطط الجهنمي الذي يحاك للإمساك بخناق الاتصال. و بهذه التعيينات يكون السيد الخلفي وفي سابقة من نوعها قد فتح الباب على مصرعيه لإدارة الجمارك لتبسط نفوذها وترخي بظلالها على قطاع جد حساس. ويا لسخرية القدر. فبعد أن تنفس المغاربة الصعداء من رفع الداخلية يدها عن هذا القطاع حتى يممت الجمارك شطرها صوبه. فبالاضافة إلى الكاميرات، وزرع الجواسيس، وأسلوب التهديد، أصبح الكاتب العام يؤثث الوزارة بأشخاص خارجيين محسوبين عليه حتى يتسنى له تنفيذ .
ذ. بوخبزة علي