قال البشير بنبركة في كلمة موجهة للمشاركين في الوقفة الرمزية التي دأبت الحركة الحقوقية المغربية على تنظيمها كل سنة إحياء لليوم الوطني للمختطف والذي يصادف ذكرى الاختفاء القسري للقائد السياسي المهدي بنبركة ، انه منذ 29 أكتوبر 1966، تم تنظيم مسيرات في فرنسا و المغرب و مجموعة من الدول لتكريم ذاكرة المهدي بنبركة و المطالبة بكشف الحقيقة حول مصيره و كمناسبة لدعم نضال الشعب المغربي من أجل الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الكرامة. و قد إختير هذا اليوم من قبل مختلف جمعيات حقوق الانسان بالمغرب بالتزامن مع ذكرى إختطافه بباريس سنة 1965 نظرا للرمزية التي يمثلها و كذا للتنديد بظاهرة الاختفاء القسري الحاضرة إلى يومنا هذا بالمغرب و كذلك لمحاسبة الجناة ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب.
وأضاف البشير أنه منذ خمسين سنة، و رغم التقدم الذي عرفته القضية من خلال عمل قضاة التحقيق و التحقيقات الصحفية، إلا أننا نرى أن الأسئلة الجوهرية تبقى دون إجابة و ذ ات راهنية:
- من هم المسؤولون عن إغتيال المهدي بنبركة؟
- أين هي جثته؟
- هل تم تحديد كل المسؤوليات المرتبطة بإغتياله؟
و إلى اليوم، تبقى هذه الأسئلة دون إجابة، حيث أن الدولة المغربية و الدول التي شاركت أجهزة مخابراتها في هذه الجريمة تمنع أي تقدم في الملف.
و اعتبر نجل بنبركة أن المصالح المشتركة لهذه الدول التي اشتركت في الجريمة لمواجهة الخطر الذي شكلته محاولة المهدي بنبركة المساهمة في إعطاء دينامية قوية للتضامن الدولي من خلال تنظيم مؤتمر القارات الثلاث، و هي نفس المصالح المشتركة التي تدفعها لعرقلة الجهود القضائية بإسم مصالح الدول العليا.
و أضاف ان اليوم، يجب استثمار كل الجهود المبذولة بمناسبة الذكرى الخمسين لإختطاف و اغتيال المهدي بنبركة لوضع حد لمبرر "مصالح الدولة العليا"، سواء كانت هذه المبررات مغربية أو فرنسية أو غيرها.
و يجب على السلطات المغربية أن تسمح باستجواب ضباط المخابرات القدامى من طرف القضاء الفرنسي باعتبارهم يملكون جزءا مهما من الحقيقة التي نحتاجها اليوم. بالإضافة إلى سماحها، أو بالأحرى إصدار الأمر بالقيام بحفريات في المركز السري PF3 بطريق زعير.
كما يجب على الدولة الفرنسية أن ترفع صفة "أسرار الدفاع" عن أرشيف جهاز المخابرات، بحيث أنه لم يعد مقبولا أن تقوم وزارة الدفاع بعرقلة عمل القضاء و عدم السماح الإطلاع على محتوى هذه الوثائق. بالإضافة إلى ضرورة أن يجيب السلطات الإسرائيلية بشكل واضح و صريح عن تساؤلات القضاء الفرنسي حول الدور الذي لعبته مخابراتها إلى جانب "كاب 1" في إختفاء والدي.
و شدد البشير بنبركة على ضرورة أن تستمر التعبئة على أكبر صعيد ممكن، لكي نؤكد للسلطات المغربية و الفرنسية على حد سواء أننا متشبتون بمطالبنا في الحقيقة و العدالة و لو بعد مرور 50 سنة على الإغتيال. هذا هو الدليل على فشل محاولة أولئك الذين ساهموا في الجريمة و حاولوا طمس الحقيقة في جعل قضية المهدي بنبركة جزءا من الماضي.
و كذلك مواصلة النضال من أجل رفع صفة "أسرار الدولة" عن الملف و إخراج الحقيقة للعلن و متابعة الجناة و مناهضة الإفلات من العقاب. و كما قالها دانيال جيران " ستكون لهذا المتوفي الكلمة الأخيرة، ستكون لهذا المتوفي الحياة المديدة" ، و هو ما ختم به البشير بنبركة كلمته.