اعتقلت قوات الدرك الجزائرية، أمس الأول، الجنرال المتقاعد حسين بن حديد بعد التصريحات النارية التي أطلقها ضد شقيق الرئيس السعيد بوتفليقة، والتي وصفه فيها بالمختل عقليا، واتهمه بالتحضير لخلافة شقيقه على رأس الدولة الجزائرية، وهي تصريحات أثارت جدلا واسعا.
وقالت صحيفة «الوطن» إن الجنرال حسين بن حديد اتصل بها في حدود السادسة مساء ليؤكد أن منزله محاصر من طرف عدد كبير من سيارات رباعية الدفع تابعة للدرك والشرطة، وأن سائقه أخبر الصحيفة أن الجنرال بن حديد الذي يعاني من متاعب صحية كان يستعد إلى الذهاب لموعد مع الطبيب ففوجئ بهذا الحصار الأمني الاستعراضي، وأن الذين جاءوا لاعتقاله أخبروه فقط أن لديهم أوامر بتوقيفه، من دون أن يخبروه عن سبب الاعتقال.
وذكرت الصحيفة أن الجنرال المتقاعد حسين بن حديد اقتيد في وقت أول إلى مركز الدرك الواقع بالشراقة في ضواحي العاصمة، ثم انقطعت أخباره بعد ذلك.
وأشارت «الوطن» نقلا عن مصادر في رئاسة الجمهورية إلى أن قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح هو من يقف وراء عملية الاعتقال الاستعراضية هذه ضد رجل مريض، موضحة نقلا عن مصدرها أن الجنرال حسين بن حديد دعا في حواره مع إذاعة «أم» التي تبث على الإنترنت إلى الانقلاب على قائد الأركان وعلى رئيس الجمهورية، وأن هذا أمر لا يغتفر. يضيف المصدر ذاته، أنه كفيل بأن يأخذ صاحبه إلى المحاكمة العسكرية.
في حين أنه وبالعودة إلى حواره المثير للجدل فإن الجنرال بن حديد هاجم السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس ومستشاره بالدرجة الأولى، في حين خفف من حدة هجومه ضد الفريق أحمد قايد صالح، بل اعتبر أنه الوحيد القادر على الوقوف في وجه مخطط التوريث الذي يحضر له السعيد بوتفليقة.
وكان بن حديد انتقد السعيد بوتفليقة بشدة، مشددا على أنه هو من كان وراء إبعاد الفريق محمد مدين، المعروف باسم الجنرال توفيق القائد السابق لجهاز المخابرات، موضحا أن إبعاد توفيق هدفه إخلاء الطريق أمام تولي السعيد بوتفليقة رئاسة الدولة خلفا لشقيقه المريض، وأن الرئيس بوتفليقة لم يكن ليتخلى عن الفريق مدين لو كان في كامل إمكانياته الصحية والعقلية، لأنه برحيله يكون فقد دعامة أساسية لحكمه. وشدد الجنرال المعتقل حاليا على أن السعيد بوتفليقة يريد الوصول إلى سدة الحكم بكل الطرق والوسائل، وأنه سيعمل على إبعاد الفريق أحمد قايد صالح قريبا، لأنه الوحيد القادر على الوقوف في وجه مشروع التوريث، وأنه هو أيضا (قايد صالح) لديه طموح تولي الرئاسة، لكن الجنرال بن حديد أكد أن الجيش لن يقبل بوصول قائد الأركان الحالي إلى رئاسة الدولة.
جدير بالذكر أن الجنرال بن حديد سبق أن هاجم قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح بعبارات أكثر قسوة، قبيل الانتخابات الرئاسية التي جرت في أبريل 2014، والتي انتصر فيها للفريق محمد مدين الذي كان يتعرض لحملة بسبب موقفه الرافض للولاية الرابعة، دون أن تتحرك أية جهة ضده ولو حتى للرد عليه، لكن هذه المرة سارع رئيس منتدى المؤسسات رجل الأعمال علي حداد المقرب من السعيد بوتفليقة إلى رفع دعوى قضائية ضده، بسبب تصريحاته التي تناوله فيها، بالتأكيد على أن شقيق الرئيس هو من فرضه على رأس منتدى المؤسسات، وقد علق حداد على هذه الخطوة قائلا: «ابتداء من اليوم من يخطئ في حقنا سيدفع الثمن».