الشهدة الذهبية لليابان
شكل حضور مريم بنصالح رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مفاجأة حفل اختتام المهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا مساء أول أمس السبت، معلنة بذلك عن انخراط المستثمرين المغاربة في الاحتفاء بإبداعات الفن السابع ذي البصمة النسائية وتكريم رائداته عبر الحضور وتسليم "شهدة"التكريم لعميدة التمثيل النسائي المغربي الفنانة أمينة رشيد صاحبة المسار الحافل بالعطاء.
حفل اختتام المهرجان الذي عاشت مدينة سلا على إيقاع فعالياته طيلة أسبوع كامل، خطفت بذلك أضواءه ميزة الاعتراف بمسارات إبداعية لنساء اخترن السينما طريقا،واللواتي أصبحت أدورهن تواجه في عدد من بلدان المنطقة تحديات كبرى ترتبط بالمرحلة الانتقالية لرياح الربيع الديمقراطي ، إذ عرف أيضا تكريم فاطمة سيمين معتمد آريا الممثلة والناشطة الحقوقية الإيرانية والتي سبق وأن حصلت على أزيد من 80 جائزة وشهادة تقديرية بمهرجانات وطنية ودولية، والتي تسلمت خلال هذه الدورة "شهدة التكريم من يد الممثلة المغربية السعدية لاديب.
الفنانة أمينة رشيد بتألقها أهدت تتويجها بهذا التكريم لكل نساء المغرب، معتبرة أن مهرجان سلا المدينة التاريخية والعريقة فتح الآفاق أمام الإبداع السينمائي النسائي ، حيث بات مساحة تسمح بالتعرف على إنتاجات تقارب في الغالب قضايا تخص النساء بمختلف فئاتهن.
وكان من أمتع لحظات حفل الاختتام تلك التي ساد فيها ترقب الجمهور الإعلان عن الأفلام المتوجة في هذه الدورة، لتعلن لجنة التحكيم التي تضم سبعة أسماء نسائية لامعة في سماء الفن السابع ،عن اختيارها تتويج الفيلم الياباني ""هانيزو" لمخرجته ناوومي كواسي بالجائزة الكبرى وهي أرفع جوائز المهرجان، فيما حصل على جائزة لجنة تحكيم المسابقة الرسمية التي شارك فيها 12 فيلما٬ الفيلم المغربي "أندرومان من دم وفحم" لعز العرب العلوي المحارزي مناصفة مع الفيلم الشيلي "فيوليتا صعدت إلى السماء" للمخرج أندريس وود.
وعادت جائزة أحسن دور نسائي للممثلة الهولندية كاريس فان هوتن عن دورها في فيلم "إنكريد جونكر"٬ أما جائزة أحسن دور رجالي فقد حصل عليها الطفل كاسي موطي كلين عن أدائه في الفيلم السويسري "طفل الأعالي" لمخرجته أورسولا ميير.
ومن بين الأفلام المتوجة في الجانب الخاص بالسيناريو، حصل للفيلم الروسي "بورتريه للشفق"لمخرجته أونجيلينا نيكونوفا ، على جائزة أحسن سيناريو، فيما حضي الفيلم المصري "أسماء" للمخرج عمرو سلامة بتنويه خاص من لجنة التحكيم.
وأكدت المخرجة المغربية سلمى بركاش عضوة لجنة تحكيم هذه الدورة،في تصريح لبيان اليوم، أن الأمر لم يكن سهلا وهينا أمام لجنة التحكيم لاختيار الأفلام المتوجة، بالنظر لكون الأعمال 12 المشاركة في المسابقة الرسمية كانت أفلام جيدة، ويطبعها حس فني راق وعالي،وتخص مدارس سينمائية متنوعة ،مما صعب على عضوات اللجنة في الكثير من الأحيان الحسم في الاختيار.
وأضافت المتحدثة، أن هذه الصعوبة سرعان ما تلاشت خلال النقاش والحوار الذي كان يجمع عضوان اللجنة حول هذه الأعمال، مبرزة أن انتماء عضوات اللجنة لثقافات مختلفة والذي بدا للوهلة الأولى كأنه قد يشكل عائقا أمام الحسم في مسألة الاختيار بين الأفلام، على العكس من ذلك كان عنصرا مساعدا في خلق جو من الألفة ومسحة من التكامل بين تصوراتهن.
وأبرزت أن الجودة الفنية للأعمال المشاركة ورقي أداء مبدعيها ، كان المعيار الذي تبنته اللجنة في الكثير من الأحيان لاتخاذ القرار ،معبرة في هذا الصدد عن اعتزازها بالمشاركة ضمن لجنة تحكيم الدورة السادسة لمهرجان الفيلم الدولي للمرأة بسلا، والتي ضمت أسماء لامعة في سماء الفن السابع ، إذ ترأستها المبدعة السينمائية الهندية أرونا فاسودي٬ مؤسسة مهرجان السينما الآسيوية بنيودلهي، وتشكلت عضويتها من الممثلة الايرانية فاطمة معتمد آريا والمخرجة والممثلة الفرنسية مريم ميزيير والمخرجة الكورية أوني لوكونت والممثلة المصرية عبير صبري والمخرجة البوركينابية فانتا ريجينا ناكرو.
ويشار إلى أن قضايا الربيع الديمقراطي، وقضايا نساء المنطقة العربية والمغاربية ، وواقع ومستقبل السينما المستقلة في زمن الانتقال إلى الرقمنة، فضلا عن عدد من المواضيع التي تخص الصناعة السينمائية ، شكلت المواضيع التي قاربها مهنيو الفن السابع خلال هذه الدورة التي نظمت تحت رعاية الملك محمد السادس، واحتفت بالسينما الأرجنتينية كضيف شرف.
هذا وأكدت اللجنة المنظمة ممثلة في جمعية أبي رقراق في ورقة تقديمية تخص مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة ، على أنها تراهن على جعل هذا "المهرجان "، واحدا من أكبر التظاهرات الثقافية بالمغرب، والتي تدفع في اتجاه جعل السينما تستمر في صنع الحلم وفي إطلاق عنان التفكير والانفتاح بعيدا عن كل أشكال التمييز والتعصب العرقي أو النوعي أي حسب الجنس.
فنن العفاني