"جراح الرمال" هو عنوان الفيلم التسجيلي الذي يقوم بتصويره الصحافي والكاتب عبد العزيز كوكاس بين مخيمات تندوف والأقاليم الصحراوية، مقتفيا وقائع أكبر انتفاضة عرفتها جبهة البوليساريو في أكتوبر عام 1988، والتي قادت إلى عودة الكثير من مؤسسي وقياديي الجبهة إلى المغرب، بعد أن تبنى الملك الراحل الحسن الثاني انتفاضة 1988.
يعتبر فيلم "جراح الرمال" أول تجربة سينمائية للكاتب الصحافي عبد العزيز كوكاس، يرصد من خلاله حكايات مأساوية لضحايا التعذيب في سجون البوليساريو، ويسجل أسباب اندلاع الانتفاضة وكرونولوجيا الوقائع التي رافقت انتفاضة سكان المخيمات على قداسة القيادات التاريخية للجبهة.
كاميرا الزميل كوكاس حسب ما أفادت به مصادر مقربة استطاعت التسلل إلى قلب مخيمات تندوف، وتتبعت خطىالمعذبين على الأرض، في أول فلم وثائقي عن أكبر حدث شهدته جبهة بوليساريو منذ تأسيسها. يقول المخرج في تقديمه ل"جراح الرمال": "قليلون يعلمون بما وقع في مخيماتالحمادةفي خريف 1988 باستثناء من كانوا وسط جحيم الحدث، صناعا أو ضحايا أو مجرد متفرجين على هامش التاريخ، ما حاولته هنا هو رصد جراحات ومآسي إنسانية لازالت موشومة على أجساد الأحياء ممن عبروا أقبية التعذيب في سجون البوليساريو خلال انتفاضة أكتوبر 1988، وبالضبط في أكبر دمل للصديد في هذا الامتداد الصحراوي بمخيماتتندوف، الذي لا تصله أضواء الكاميرات وفضول الصحافيين والهيئات المهتمة بحقوق الإنسان، إن الوجه الإنساني للمأساة هو مايهمنيهنا.. لقد اضطررت إلى حذف الكثير من التفاصيل المؤلمة حتى تبدو الأحداث وقصص التعذيب المسرودة على لسان أصحابها قابلة للتصديق، لدى العديد ممن يعجزون عن استيعاب أن يحدث هذا في نهاية القرن العشرين على بعد أميال من أوربا".