زووم بريس            بنكيران و شباط في برنامج الخيط الابيض            سيارة عملاقة "ولاه أوباما باباه ما عندو" تتجول بالرباط            هل تنفع المواسات في انقاد افلاس المنظومة التعليمية            تم توقيف سيارة من نوع مقاتلة بالمناطق الحدودية الشرقية بين المغرب والجزائر محملة بكمية من الحديد             وكالة إشهارية تستعمل شبيهة أميناتو حيضر في لوحة إشهارية            القاء القبض على عشاب بتهمة اعداد دردك مسمن مؤخرات النساء             حمار يلج القسم و يريد ان يتسجل في الماستر مستقبلا             إعتصام ثلاثة صحافيين من البيان أمام النقابة الوطنية للصحافة            كبش يجرب حظه في مدرسة سد الخصاص           
كواليس زووم بريس
طوطو يعيد تشكيل ديوان المهدي بنسعيد

 
صوت وصورة

الوجه المظلم لحقبة جمال عبد الناصر


مغ صنع الله ابراهيم


غالي شكري حبر على الرصيف


نجيب محفوظ | عملاق الادب العربي - قصة 80 عام من الابداع


فاجعة طنجة

 
أدسنس
 
ثقافة و فنون

طبعة جديدة من الأعمال القصصية لغالب هلسا

 
أسماء في الاخبار

حقيقة تمارض الناصري في السجن

 
كلمة لابد منها

الاعلام الفرنسي يتكتم عن مصدر معلومات ملف كنيسة مونبليه

 
كاريكاتير و صورة

زووم بريس
 
كتاب الرأي

التعديل الحكومي.. بين الإشاعة وضرورة إجرائه...

 
تحقيقات

جزائريون مجرد مكترين عند ورثة فرنسيين

 
جهات و اقاليم

فتح تحقيق في حق ثلاثة شرطيين للاشتباه في تورطهم في قضايا تزوير

 
من هنا و هناك

حادثة الطفل ريان .. مليار و700 مليون متفاعل عبر العالم

 
مغارب

لن تنام عند أحدهم يا أنطوان بالجزائر

 
المغرب إفريقيا

منطقة التجارة الحرة الإفريقية توفر فرص لقطاع السيارات في المغرب

 
بورتريه

معرض الكتاب يلقي الضوء على تجربة السيد ياسين

 
 

كيف يمكن للشعب المغربي أن يحافظ عل هويته قبل أن تضيع في إطار قانون التغيير المعولم؟
 
أضف المقال إلى :
yahoo Facebook yahoo Twitter Myspace delicious Live Google

أضيف في 12 فبراير 2015 الساعة 03 : 15


 

كيف يمكن للشعب المغربي أن يحافظ عل  هويته   قبل أن تضيع في إطار قانون التغيير المعولم؟ 

 

 

 

   إعداد : عبد الغني برادة

محامي و أحد مؤسسي الاتحاد الوطني للقوات الشعبية

 

 

إن الحديث عن استمرار الهوية يقتضي الوقوف عند ثلاث محطات أساسية:

•         الهوية بالنسبة للشعب المغربي على المستوى الثقافي و الاقتصادي.

•         تحديد المقياس الذي نقيس به المسار المغربي الآن، و نحن في مطلع القرن الواحد و العشرين.

•         كيف يقتبل الشعب المغربي العولمة؟  كذا شعوب العالم الثالث؟

 

 

أود في البداية، و نحن في لقاء مع ثلة من المناضلين و المؤطرين، تحديد مسطرة لضبط قوانين نقاش هذا الموضوع الشائك. لأننا لا نريد أن نسمع صوتا واحدا، بل أصوات كل المناضلين الحاضرين معنا، في هذه الجلسة العائلية، لاسيما و نحن نعيش  في القرن الواحد   و العشرين، و هو بامتياز، على ما يظهر، قرن الحريات...

 

 

أذكر في البداية أن الأسئلة التي يطرحها الموضع و التي ينبغي الإجابة عنها بالتتابع هي:

I.         ماذا نعني بالهوية؟  كيف تتكون؟  كيف تموت؟

II.        و مادامت اللغة هي الوعاء الذي تنصهر فيه الهوية، و وحدة الوطن، و المواطنة، فماذا تعني الثقافة؟ أو بالأحرى ماذا تعني الهوية الثقافية، التي تعتبر الدين، و اللغة،         و الطقوس، و العادات المحلية عناصرها الأساسية؟

III.       المستقبل هو للعولمة التي فتحت الأبواب على مصرعيها، و كيف يمكن الحد من اختراقاتها المنتظرة؟

 

 

 

ماذا نعني بالهوية؟

الإنسان يفكر، يتصور، أنجز ثراتـًا ثقافيا. فالإنسان بطبعه و فطرته، حيوان ناطق، بمعنى مفكر، قادر على التذكر، أما القردة فليس لها ذاكرة و لا ثرات.فمن خلال هذه الخصائص التي يتمتع بها الإنسان، تمكن من بناء هويته، من خلال قدرته على تجميع معلومات و معالجتها بفضل ملكة التذكر التي خصه الله بها، مكنته من تصور عوالم من التركيبات يركبها من نفسه.

 

 

و على هذا الأساس، فالهوية تنتعش، تنمو، تتطور، و تتغذى باستمرار من مصدرين أساسِـيَّيْن هما: اللغة و الثقافة. فاللغة هي الوعاء الطبيعي الذي تنصهر فيه الهوية، و وحدة الوطن، و المواطنة. ففي هذا الوعاء اللغوي، تتحقق المشاعر، و وحدة الفكر. و عندما تختل العلاقات بين هذه المقاييس، نجد انفسنا أمام هوية صورية و ضعيفة، غيرقادرة على الصمود   و المواجهة، لأنها هوية فقدت جذورها، و لم تعد قادرة على إعطاء ثقة في نفوس الآخرين.

 

 

و من خلال هذه التفاعلات يظهر جليا، بأن الهوية ليس شيئا جامدا، جاهزا كما يتصور البعض، بل الهوية كيان يكون و يصير، و ينمو و يغتني باللغة و ما تحمله و تنشره من موروث حضاري. و من ثمة، فإن اللغة جزء جوهري من كياننا، فهي لغة المعرفة، فلا يوجد بلد في العالم، حسب ما أعلم، وضع لغة بلاده موضع مناقشة، مهما تعددت و تنوعت تركيباتها، لأن اللغة هي الوعاء الذي تنصهر فيه هوية الأمة بكل تنوعاتها و روافدها.

 

 

 

نعم، اللغة العربية هي لغة المملكة المغربية، منذ أزيد من أربعة عشر قرنا، و المغاربة يعتزون بها، وخاضوا معارك عديدة من أجل حمايتها، و تحتل حتى اليوم مكانة بارزة في ديباجاتها الدستورية، لكن يبقى السؤال المطروح بحدة هو: "ما قيمة هذا الاعتراف الموجود حبرا على ورق، بدون حرارة و لا فعالية، مادامت هذه اللغة مهجورة في حياتنا اليومية،   و كأنها جسم بلا روح. دون ان نضخ لها أسباب الحياة، و لو  على مستوى دواليب الدولة،  و كذا القطاعات الحية ببلادنا، ذلك أن كلماتنا العربية، عندما تبقى بلا صدى في أوساطنا الأسرية و الاجتماعية و الثقافية، فمعنى هذا، أننا نساهم في قتل نظام حياتنا الداخلية"...

 

 

 

فكل اللغات لا ترتفع إبداعاتها وَ رَوَاجَهَا، و حراراتها إلا عندما تنجح الشعوب في إدماجها في نظام حياتها الداخلية، و تحميها من كل الأخطار القادرة على قتل هويتها، لأن قتل الهوية يؤدي حتما إلى قتل الأمة بأكملها، و يدفع بها نحو متاهات مجهولة الأبعاد...

 

 

و إلى هذا الحد نكون قد استعرضنا أهم الأسباب التي تساعد على تكوين الهوية،  و العمل على تطويرها و شروط تفتحها، لكن، قبل ان ننهي تعريفنا بعناصر الهوية، لا بد من الإشارة إلى بعض الأخطار و الاختراقات التي يمكنها أن تهدد الهوية، والاستقلال التاريخي لبعض الشعوب. و نجد في الطليعة المظهر الاختراقي للعولمة، كما  تمارس اليوم، عند تنزيلها على الواقع اليومي، مع ربط العولمة ربطا متواصلا بالانفتاح و التقدم، و الازدهار، كربط العلة بالمعلول، و هذا  تغليط مغشوش، و هذا ما ستنعرض له بتفصيل في الفصل الأخير لهذا الحوار.

 

 

 

و أود قبل ختم حديثنا عن تعريف الهوية، كيف تتكون و كيف تموت، أن أسوق لأخوتكم حكمة، كان يذكرنا بها أستاذنا الجليل المرحوم عبد الله إبراهيم، كلما حدثنا عن الهوية،  و الذاكرة، و التاريخ، عندما يقول لنا: "الشعوب لا تتلاشى من ذاكرة التاريخ كلما ظلت موجودة على الأرض. لكن الأمم تتلاشى كلما أصبحت ضد التاريخ، منساقة مع الأيام تجرها الأحداث جرا".

 

 

 

مادمت اللغة هي الوعاء، و هي الركيزة الأولى التي تتكأ عليها الهوية، تبقى الركيزة و المتكأ الثاني للهوية هي الثقافة فماذا تعني الثقافة و الهوية الثقافية؟

هي مجموعة من التساؤلات التي وسعت إمكانياتنا في المعرفة، فالإنسان كلما كان طموحا، شغوفا بحب المعرفة، يعمل باستمرار على توسيع ما حجبته عنه الحواس الخمس، و التي تعتبر أدوات مقننة للمعرفة. فالثقافة هي نشاط عقلي واع، متجه صوب الواقع، كما يمكن القول بأن الثقافة هي حوار بين الفكر و الواقع.

 

 

 

ذلك أن العقل بدون واقع، و بدون تجربة محسوسة، هو عبارة عن أطر و قوالب فارغة. و بالتالي  فالواقع بدون عقل متفتح، و بدون فعالية فكرية، تجلو غوامضه، يصبح عبارة عن  سديم لا معنى له. و لكي لا تنقلب الثقافة إلى مجرد ثرات جامد، و قوالب  فكرية متحجرة، يجب أن نعتبر عنصر الحركة جزءا لا يتجزأ من مضمونها. فالثقافة في هذه الحالة، هي حوار لا ينقطع  بين الفكر و الواقع ، فالثقافة من أجل الثقافة  لم يعد لها مدولا في مجتمع اليوم. فالثقافة الحقة هي التي ينبغي أن تضطلع بحل التناقض و تجاوزه، و الذي يتجلى في معرفة لا تسْتعمل،  و ممارسة لا تعتمد على معرفة صحيحة.

 

 

 

فالمغرب في حاجة إلى ثقافة حرة أصيلة ، تعتبر الإنسان المغربي، بصورة خاصة،ممونها،      و صديقها الأول و الأخير،  حتى تصبح ثقافتنا تعبيرا عن إنسانية الإنسان المغربي في اهتمامته اليومية، و مشاغله و وساوسه و تطلعاته. فعلى ثقافتنا أن تسلط المزيد من النور على شخصيته في جذورها و ارتباطاته التاريخية و المصيرية، مع إبراز كفاحاته المتواصلة في كل مكان و زمان، من أجل تحقيق عيشهِ الكريم ، و رسم آفاق غد أفضل.

 

 

 

فهذا التقدير ، هو السبيل الصحيح، و المشروع الذي ينبغي أن تنهجه الثقافة ببلادنا، بعد تهئء كل البنيات الضرورية لإنجاحه و استمراره، حينها تصبح الثقافة أداة فعالة في التغيير، و أبرز عنصر في كيان شعبنا، و مكونـًا رئيسيا من مكوناته المادية و المعنوية.

 

 

 

و اعتمادا على هذا التعريف الشمولي، تصبح الثقافة أداة  مُغيـّرة لانها أصبحت أبرز شيء في كيان الشعب، و هي التي تكوِّن سِـمَـاته و مكوناته المعنويَّة. و هذا ما يفسر لنا وجود إنسان واحد لكن بثقافة متنوعة، و فروق بين الشعوب و الأمم.. فكلما كانت إمكانيات شعب متعددة، أنتج ثقافة نتيجة عقل، ساعده على فهم الأشياء المحيطة به، و بالوسط الذي يعيش فيه، لذا قيل قديما: الإنسان ابن وسطه و فكره و بيئهته التي ترعرع في أحضانها. فهناك علاقة جدلية بين تنوع الوسط و تنوع الثقافة و مدى تأثر كل منهما على الآخر.و هذا ما يفسر وجود ثقافة عنصرية إلى جانب ثقافة إنسانية، و أخرى تقدمية إلى جانب تقافة رجعية، و أخرى فرعونية أو حيوانية....

 

 

 

و في هذا الصدد، لا بد من وقفة قصيرة للتدقيق في استعمالنا لبعض المفاهيم: فعندما أقول أنا عربي، فأنا لا أنتمي إلى قبيلة و لكن لأن لغتي عربية و اليوانانية أوجدها العقل اليوناني، فكلنا في هذه الحالة أبناء اليونان على المستوى الفلسفي، أفلاطون أغنى الثرات الإنساني، فنحن يونانيون بالتلمذة، و نحن رُشْدِيـُّون لأن ابن رشد أغنى بدوره الثرات الانساني و من ثمة فالثقافة العربية لا يمكن أن تكون حكرا على العرب، فهي ملك للإنسانية كلها. و معنى هذا هو أن الثقافة تبقى هي طابع وجود كل الشعوب، و هذا الوجود يزيد و ينقص بمدى وفرة العلم و المعرفة،  و ينقص بانتشار الجهل و الأمية.

 

 

 

و جاءت الديانات السماوية لتعزيز الثقافة الواقعية من خلال رفع الحجاب عن ثقافة ما وراء الطبيعة:

و استجابة لحاجة الإنسان، و بعد بحث طويل عن رمز و قوة تسانده في إيجاد حلول لحاجياته الدائمة، تصور بأن هذه القوة المطلقة قد تكون موجودة في صنم، و في إطار البحث عن الخالق  عبد الأصنام باعتبارها رمز للخالق، و رمز للرحمة، إلى أن تبين له بعد بحث مضني بأن لا بد له من إلاه واحد، فجاءت الديانات و الرسالات السماوية لتجيب عن تساؤلات ما وراء الطبيعة، بعد  ربطها بالواقع اليومي، فالإسلام إعترف  و يعترف بصحة و قدسية الديانات التوحيدية الأخرى- كاليهودية و المسيحية - التي سبقت نزول القرآن.

 

 

 

بل شمل نفس التقدير و التقديس كل الأنبياء االذين بلغوا تلك الديانات، و الواردة أسماؤهم تخصيصا في القرآن، و يتمتعون حتى اليوم بكل الوقار و الاحترام من طرف المسلمين، و بدون أي استثناء، و ذلك عملا بقوله تعالى:"أمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المومنون كل آمن بالله    و ملائكته و كتبه و رسله، لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا و أطعنا غفرانك ربنا و إليك المصير" صدق الله العظيم.

 

 

و في نفس  السياق، لا بد من الإشارة  إلى أن الإسلام، منذ نشأته، و باعتباره دين و ثقافة، كان يفضل و يشجع الحوار، غير أن كثيرا من الحوارات تتحول في نهاية مطافاتها إلى تشويه                                 و إساءة، و سوء تأويلات تخدم أغراضًا لا صلة لها بالإسلام، و السبب في ذلك هو أن دول الشمال، كانت و لا زالت تجهل الكثير عن ثقافات دول الجنوب... و مع ذلكـ، سيظل الإسلام على استعداد تام، لفتح حوارات جادة و بناءة، كلما توفرت شروطا موضوعية و ذاتية أفضل، لتحقيق غايات نبيلة لفائدة الإنسانية....

 

 

 

بقي التأكيد من جهة ثانية، على أن الإنسان هو جزء من الطبيعة، و كل ما حولنا في الطبيعة يدعونا بإلحاح إلى التوقف و التـَّفكـُّر و التأمل في عظمتها. و هذا يستدعي كل إنسان أن يفكر جديا فيما ينبغي أن يحققه، لضمان استمرارية الإنسان. و بدلا من تعطيل عقولنا، علينا أن نجتهد بكل ما أوتي الإنسان من قوة لتنويع أساليب تبليغ رسالتنا الثقافية في أرجاء المعمور، فلا مناص من توظيف قوات أخرى، لتطوير ثقافتنا، و ترسيخ قيم حضارتنا العربية.

 

 

 

و هذه القوة جسدها الإسلام في العقل، و أعطاها الصدارة الأولى، لأن العقل هي الأداة الفعالة التي أهلها الله لتحمُّل المسؤولية، و تحمل الأمانة  التي رفضت الجبال تحملها، و حملها الإنسان...  و القرآن الكريم، وصف الإنسان الذي لا يستعمل عقله، و يعطل أدوات المعرفة: كالقلب، السمع، و البصر بأقبح ما يوصف به الإنسان، كما أن القرآن و بَّخَ الإنسان الذي يجمد أدوات المعرفة، و يعطل استخدامها و نعته بالحيوان، عندما قال سبحانه: "...لهم قلوب لا يفقهون بها،   و لهم آدان لا يسمعون بها، و لهم أعين لا بيصرون بها، أولائك كالأنعام، بل أضل سبيلا.

 

 

 

و كما أن الديانات السماوية ساهمت مساهمة فعالة في ازدهار الثقافات، فمما لا شك فيه، فإن الحضارات السبع التي حددت من طرف علماء الأنتروبولوجيا، و التي تحمل كلها الطابع المجتمعي و تتعزز فيما بينها، و تتقارب، و تتكامل فيما يبنها، ساهمت كلها في تطوير الثقافات و تفتحها..فكل حضارة تحتوي على قوة كبيرة اسمها الثقافة و هي في نفس الوقت الأداة المغيرة و المفعلة (فالجهل يمسخها و يضعفها، و العلم يطورها).فالثقافة باعتبارها رافدا رئيسيا للهوية، فهي تجعل المواطن يشعر بقوة كامنة فيه تسمى اللغة، بمعنى أن الثقافة ليست عملا بيولوجيا، أي لا توجد علاقة بين البيولوجية و الانخراط في ثقافة ما، كقولنا مثلا: "أنا منخرط في ثقافة عربية، لأنني عربي". لأن الثقافة في تعريف الكثير من المدارس الثقافية، هي تجميع عقلي لمجموع من المعلومات من عدة مصادر معرفية. أما اللغة فهي الرابطة الوثقى التي تربط بين الكيان اللغوي و الروحي، و الحضاري و الأخلاقي. و من ثمة أصبحت اللغة هي الرابطة الأساس بين الثاقافات الأخرى فنقول مثلا: "ثقافة عربية – صينية  أو عربية- آسياوية، عربية إفريقية  ألخ...."

 

 

 

لكن كيف يطغى استعمال أو تقدم لغة على أخرى، و تـَضْـمَحلُّ لغة لفائدة أخرى، فننعت الأولى بالحية و الثانية بالميتة. ذلك أن الإنسان بطبعه و فطرته، عندما يمر بظروف صعبة في حياته، و يشعر بالضعف المادي و المعنوي في مواجهة الصعاب التي تحاصره، و كذلك الأمر بالنسبة للمجتمعات، فإننا نكون في أشد الحاجة إلى قوة أقوى منا تحمينا و تتضامن معنا في محنتنا، لكن في إطار حوار حضاري، لا تحت فرض شروط ظغيانية، مجحفة، أو باستعمال القوة و الاحتيال والضغوطات اللاحضارية، كما قامت به التجربة الفرنسية بشمال إفريقيا.. ففرنسا جاءت بمشروع جاهز لمحق و مسخ الأمة المغاربية، و في مقدمته، محاولة إجبار الدول المغاربية عن التخلي عن لغتها و ثقافتها الرصينة، بقوة الحديد و النار، جاهلة كعادتها، بأن الأمة لا تثور من أجل ثقافة غريبة عنها، لكن بمجرد ما تمس لغتها الوطنية، فإنها تثور لحمايتها بكل  الوسائل المتاحة أمامها.. ذلك أن التقافة كانت ولا تزال هي أبرز شئ في كيان الشعب، فهي مصدر سيماته، ومكوناته المعنوية.

 

 

 

لكن، كيف يمكننا الإحتفاظ على هذا  الموروت اللغوي التقافي الهائل من الأخطار المحدقة به، وتحويله الى أداة فعالة للقضاء على التخلف، و صيانته من اختراقات العولمة المتربصة بطمس معالمه؟

إن الثتورة الثقافية هي قدر المغرب الذي لا مناص منه، بل الثورة التقافية، باتت قـَدَرَ كل البلاد المتخلفة، التي تعيش أوضاعًا شبيهة بأوضاع بلادنا. ذلك، أنه تبين بالملومس و المحسوس، بأن القضاء على التخلف علميا وعمليا، لا يتأتى إلا عن طريق التغيير. لأن كل محاولات تجربة الخمسينيات السابقة، أكدت نتائجها بالبرهان القاطع، بان كل النزعات الإصلاحية التدريجية    و البطيئة، وكذا الترقيعات على اختلاف أسمائها، كانت مجرد مغالطات عملت وتعمل على ترسيخ التخلف وأسبابه ومضيعة للوقت، وهروب الى الأمام من مواجهة الواقع.

 

 

 

 

فمن المؤكد "أن" مفهوم التخلف عرف تطورات سريعة، فلم يعد مجرد ضعف في مستوى المعيشة، أو في مستوى الدخل، أو مستوى المعرفة...بل التخلف أصبح تهديدا يواجه الأمة في صميم وجودها- إما أن تكون اولا تكون. بمعنى"هنا و الآن"ici et maintenant » وقبل أن نقع في تبعية مطلقة ومحققة،مع إهداء وجودنا للغير، يُـشَكِّـلـُهَ و يُصُوغـُه كيف يشاء أو يُطمِسُه و يُمحِقـُه إذا شاء. ينبغي القطع نهائيا مع هذه الحصيلة و التي هي نتيجة طبيعية للسياسة التي دشنها الحاكمون منذ مطلع الستينات، والتي ما فتئت تتدحرج ما بين مقتضيات السياسة وحتميات التطور، وما بين رفع شعارات لإختيارات أيدولوجية. والإكتفاء بتدبير شؤون الحياة بدون جدول أعمال، و لا سُلمَ للإستبقيات... وفي خضم هذه التناقضات، وما تنتجه من تشابكات، وتصادمات، تتعثر الحكومات، وتـُنسفُ الإنتخابات، وتـُرتـَجل الإختيارات الوطنية، وتضطرب التقديرات... في انتظار البحث عن صيغة ثالثة تجمع بين نظام الحتميات ونظام المقتضيات مهما تطلبت عملية تذويب النظامين من تكاليف باهضة... وحتى إذا  أردنا الجمع بين مقتضيات السياسة المغربية الجارية، والتي تخدم مصالح شريحة صغيرة من الموطنين المحظوظين، وحتميات التطور في الواقع المجتمعي المغربي المطروح بكل إلحاح، فلا بد من تحديد أختيارات وطنية كبرى، تعمل على تذويب القانونين المتعارضين و المتناقضين في خلطة مخضرمة ، تضمن على الأقل الحد الأدنى للتوازنات التي يفرضها النظام العالمي الجديد للعولمة...

 

 

 

غير أن الإستجابة لتحقيق هذه التوازنات المطلوبة،و التي تـُمثـِّل في نفس الوقت طموحات مستعجلة. تتوقف على إعادة النظر في الدخل و الموارد، وتوزيع الثروة الوطنية، وتعبئة كل الإمكانات، إذا كانت إرادتنا السياسية صادقة في بناء مجتمع الكفاية و العدل...وكل تأجيل   أو تسويف، أو الإستعاضة بحلول ترقيعية، لا يمكنه أن يؤدي إلا إلى مضاعفات وتعقيدات جديدة، يصعب معها إيجاد الحلول المطلوبة، بتكلفة مقبولة. ولا فائدة في التذكير بأن المواصلات الحديثة قلصت المسافات بين الشعوب، وبالتالي جعلت كل مواطن يقف على حقيقة الفوارق الصارخة التي تفصِله عن غيره من مواطني الشعوب المتقدمة في شتى مجالات الحياة، فيشعر بمرارة الحرمان، وأشكال الإنهيار  و الإحباط...

 

 

 

 

وهذا ما يوضح لنا، بأن هذا الوعي الحاد، على مستوى الحاجة و الطموح و المطالب المادية، الذي هيمن على خطاب الستينيات، لم يواكبه وعي سياسي وحزبي، ولا نقابي، وجمعوي، أوثقافي، يعتمد الفكر و العقل. فالخطاب ظل متشابها متكررا، فتحولت كل الطموحات الى مجرد أحلام معلقة الى يومنا هذا، نتيجة لإستمرار التناقض الأساسي القائم ما بين ما تقتضيه إرادة البلاد السياسية من جهة، ما تقتضيه حتميات التطور في واقع طموحات الشعب المغربي... وبعبارة أفصح لابد من التحرر من وضع سيءٍ قديم، تعقد منذ الإستقلال إلى الآن، وهو الدخول في صراع مع كمشة من أصحاب المصالح الخاصة، ضد طموحات جماهير شعب بأكمله؟.... في سلسلة من التصادمات وعنف المواجهة. ضيع على المغرب الكثير من فرص البناء السليم، مما جعل المغرب يتغيب عن كثير من المواعيد التي ضربها له التاريخ....!؟ ماهو رأي المغرب حول الوضع الراهن للعولمة؟

 

 

 

 

بعدما عرَّفنا في الفقرة السابقة بالهويةالمغربية ومرتكزاتها الأساسية وتطوراتها ، عبر أربعة عشرة قرنا، يجدالمغرب نفسه اليوم أمام سؤال عريض تطرحه عليه بعض المؤسسات المالية الدولية، تريد أن تعرف من خلاله: رأي المغرب حول الوضع الراهن للعولمة؟

 

 

 

ويستحسن قبل الإجابة المباشرة على هذا السؤال المصيري، أن نذكر، كما بيننا في الفقرة السابقة ، بأن الشعب المغربي غيور على وطنه، ويتمتع بثرات لغوي-ثقافي، تاريخي-حضاري، وأخلاقي هائل. هذا الوعاء الحضاري تنصهر فيه هويته، ووحدة وطنه ومواطنيه. و الشعب المغربي معروف منذ القدم، بالدفاع عن مكوناته وتراته الغني بتنوع أشكاله...

 

 

وأمام المخاطر الدولية الضاغطة، والمتقلبة الأحوال و الأطماع، والتي وضعت المغرب أمام تحديات مفاجئة، ولدت لدى مجموع المغاربة إحساسا بأن تراته الوطني ومكوناته، باتت تحفها الكثير من الصعاب والأخطار التي قد تعرضه للضياع، إذا لم نسارع لوضعه في ساحة محمية... وأمام هذه التخوفات، فإن المغاربة يسائلون بدورهم المنظمات العالمية:

"

 

 

كيف يمكننا أن نحافظ على موروثنا الغني، والعمل على تحويله الى أداة فعالة للقضاء على التخلف وأسبابه، وصيانته، قبل أن تبتلعه إختراقات العولمة؟

 

 

 

كيفما كان الحال سنعمل في الفقرات اللاحقة الإجابة على السؤال الذي يطرحه علينا نظام العولمة، ونحدد اختياراتنا المستقبلية، على الرغم من أن المغرب يمر من مدار تاريخي جديد، ويعي أكثر من غيره بأن كل تهاون أو تقصير، أو إرتجال في تحديد المواقف و الإختيارات الكبرى، سيضع مستقبله، ومصالحه الوطنية في ساحة غير مأمونة...

 

 

 

فالعولمة جاءت نتيجة تطورات هيكلية للرأسمالية، عبر خمسة قرون مضطردة، و هي في الأصل نظم عالمي مندمج، حقق نجاحات متوالية عبر هذه القرون السابقة، جعلته يدعو من جديد إلى توحيد عالمي للنظام، و ذلك قصد دفع الرأسمالية إلى موجة جديدة من التوسع،                    و تعميق الزمتا لدى الشعوب الغير مؤهلة لركوب قطرها الجديد و الذي اطلقت عليه اسم "العولمة".

 

 

كيف تـُعرَّف العولمة من خلال أغراضها؟

للعولمة تعاريف عديدة تكمل بعضها بعضا:

•         فهي إذا نزلت على جسم دولة عليل، و بدون مناعة سياسية تنقض عليه و تنهكه، و إذا سقطت على جسم دولة قوي، استفاد منها و استفادت منه".

•         فالعولمة هي تيار أيديولوجي مهيمن ثقافيا و اقتصاديا و سياسيا.

 

 

لأن العولمة في عمقها هي السيطرة و الهيمنة على السلطة السياسية و المالية، فهي بالتالي أعظم دولة تقنولوجية. لأنها جعلت كل اقتصاديات العالم تصب فيها و تدور في دورتها المالية. و في هذا السياق تأتي العولمة لخدمة مصالح الدول القوية، و النخب المالية العالمية.

 

            و بحكم مهامها و طبيعة الأهداف التي تخدمها، فالعولمة تعطي أهمية للمدنية المادية، على حساب المدنية الروحية.

•         و خدمة لنفس الغرض تشجع العولمة علاقات المبادلة في عدة اتجاهات  و تستخدم فخ القروض و المساعدات المالية، و إعطاء تسهيلات في مجال السيولة المالية لبعض الدول لترسيخ قواعد التبيعية المشروطة.

 

 

و تغطية لكل هذه الأطماع المفضوحة، يبادر انصار العولمة إلى رفع الكثير من الشعارات دفاعا عن الديمقراطية، و حقوق الإنسان.، يبادر أنصار العولمة إلى رفع الكثير من الشعارات دفاعا عن الديمقراطية، و حقوق الإنسان. هذا في الوقت الذي نجد فيه نظام العولمة يكتفي بالتفرج على إنتشار المجاعات و العمل على تغذية و اشتعال الحروب، و تغييب الخطاب الأخلاقي، و دفن القيم الأخلاقية، هذا مع العلم أن أنصار العولمة، يعلمون أكثر من غيرهم، بأن لا سبيل للقضاء على المجاعات و الحروب الأهلية و التخلف، إلا عن طريق البناء التأسيسي للديمقراطية الحقة، و تثقيف الجماهير تثقيفا  حرا، لا يكون مفروضا، و ذلك لخلق تفكير حر، لبناء ديمقراطي سليم.

 

 

 

إذا كانت هذه ملامح العولم، و مضومنها العام، فكيف يمكن لقط بئيس أن يصارع أسدا وحيشا؟ و هذا ما يفسر موقف الكثير من المجتمعات العالم الثالث عندما تعبر في عدة مناسبات بأنها لن تستطيع التعايش مع مضامين و قيم نظام العولمة، الذي تم تنزيله في غيبتهم، و قبل ن تهيأ لاله أرضية مواتية، و تحضيرات ضرورية، قد تساعد على إدماجه في محيطهم، بدلا من أي يظل جسما غريبا عن مجتماعتهم...

 

 

 

و بالنسبة للمغرب، فإن الوضع الذي يعيشه حالي، لا يؤهله للانخراط في نظام العولمة،                                و لا هو قادر على أن يصمد امام رياحها العاتية و التي لا تترك باقية، لذا لا يمكن للمغرب أن يتقدم رأيا نهائيا، و لا موقفا من الوضع الراهن للعولمة إلا بعد الانتهاء من أوراش الإصلاحات الجارية، و التي من شأنها أن تحرر المغاربة من كل القيود،و المعوقات المادية و المعنوية ، التي تكبل انطلاقا تهم التحررية، ليصبحوا قادرين على تحمل مسؤوليا تهم: و إلا كيف أن نطلب من شعب أن يصوت و يختار من ينوب عنه، و هو يتخبط في دهاليز الفقر و الجهل؟

 

 

 

وكيف أن نطلب من شعب قضى خمسين سنة في البؤس و الحيرة تحاصره أسئلة يومية:"أين يسكن؟ ماذا سيأكل؟ أين يعمل؟ أين يعلم أطفاله؟ أين يعالج أولاده؟ أيمرض؟ أم يموت؟ أيتزوج؟ أم يصوم؟..."الخ...

 

 

 

و في تقديري، فإن أسبقية الاسبقيات يستلزم إزالة هذه المعوقات المادية و المعنوية من خلال إشراك المواطن المغربي نفسه لتحرير إرادته السياسية. و الشرط الثاني في نظري هو العمل على إدماج جميع الطموحات الشعبية المكتسبة مؤخرا، و العمل على بلورتها ضمن الاختبارات الوطنية الكبرى لتصبح جزء لا يتجزأ من الدستور المغربي، باعتبار أن جواز السفر للالتحاق بالقرن الواحد و العشرين هو الديموقراطية المبنية على سلطات المؤسسات.

 

 

 

ذلك ان تحديد الاختيارات الكبرى للأمة، سيسعفينا من مواجهة الكثير من القضايا الشائكة                  و التي يمكن أن تعصف بوحدة صفنا، و بالتالي تجعلنا في مأمن من بعض الصراعات الطائفية...

 

 

فطبيعة الإشكالية المطروحة على الشعب المغربي، هي ضرورة تطوير المجتمع و إدخال تغييرات جذرية بعد تحديد الأساس؟و المستقبل؟ للإنطلق في خط واضح. ؟إذ لا يمكن تغيير وضعية مجتمعية إلا بعد فهم اسبابها. فمن ضمن الأسئلة التي تشوش على الرأي العام المثقف عندنا مثلا: هل الشعب المغربي يجب أن يفرنس؟ مع العلم أن  المشكل الثقافي مشكل شائك، لذا يجب أن تؤخذ فيه مواقف مسؤولة و صريحة. نعم لِفتح الطريق لتعلم جميع اللغات بشرط لا جدال فيه، هو الحفاظ على الهوية المغربية .

 

 

 

إن الاستعمار الفرنسي، كان يتحفظ في كل القضايا التي لها علاقة بالهوية، لكن، و مع كامل الأسف ، نرى أحفادفرنسا اليوم يهاجمون الهوية، بالدفاع عن المخطط الفرنكوفوني و لو أدى الأمر ببعض الددوريات المحررة باللغة الفرنسية إلى التلاعب بهوية الشعب المغربي.

 

 

 

إن نظام العولمة في وضعه الراهن، و في علاقته مع شعوب العالم الثالث، و من ضمنها المغرب، يضع المشهد السياسي في هذه الدول امام مهام صعبة و معقدة تجعله حاليا عاجزا على تجاوزها.و بالتالي تضع مجموع شعوب هذه الدول امام مخاطر ضاغطة، و مع ذلك فهي لا تقدر مضاعفاتها حق قدرها مع أن المؤشرات و التحليلات المستقبلية تشير إلى أن هذا الوضع الراهن الذي وضعتنا فيه العولمة مرشح للتصعيد و التعقيد فعلينا و على شعوب العالم الثالث، أن تأخذ بجذية فائقة هذه التغيـُّيرات  السريعة، و المتلاحقة و العنيفة التي يمر منها سكان العالم. و ليس من حق شعبنا، و لا أي شعب من شعوب العالم الثالث، أن يظلوا غير معنيين بما يجري حولنا من تغييرات و أو تختار العيش خارج الزمن التاريخي. و الأزمات تتوالى، و الحلول المرتجلة                و الفاسدة تتوالى و تتشابه امامنا، و الفجوات بيننا و بين الشعوب الصناعية تتسع  و تتباعد أكثر فأكثر. ومعنى هذا أن الطريق نحو الأفضل سَيَنـْسَدُّ في وجوهنا، دون أن نستطيع تصريف و تفعيل موروثنا الثقافي و الحضاري لدى الآخر، و لا جمايته من الأخطار التي تهدده من أخطبوب العولمة و اخترقاتها الملتوية نذكر منها على سبيل المثال،توسيع مقتضيات مكافحة الإرهاب:

 

 

من المعلوم أن قرار مقاومة الإرهاب، هو قرار أمريكي في الأصل يخدم مصالح استراتيجية أمريكية بالدرجة الأولى، غير أن هذا القرار أتخذ بين عشية وضحاها طابعا دوليا، عندما صادقت عليه الأمم المتحدة في نسخته الأولى. لكن الطبعة الثانية لهذا القرار عرفت عدة توسعات في الإختصاصات مع إستعمال مصطلحات فضفاضة:

 

 

 

كالجرائم الأرهابية، و التدريبات الإرهابية، الإشادة بالإرهاب، إقناع الغير بالإنخراط ...الخ بدون إعطاء تدقيقات قانونية توضح أبعاد المصطلح، مع سد الباب في وجه الإنتقادات المتعلقة بتنزيل النصوص على أرض الواقع بكيفية تعسفية، ودون أحترام المعيارية التطبيقية، الشيء الذي يفسح المجال أمام كثير من التأويلات الجائرة.

 

 

 

كما أن توسيع الإختصاصات فرضت مجموعة التقييدات على حرية التنقل و التعبير، وضربت عرض الحائط ببعض حقوق الإنسان، والحريات الأساسية، المنصوص عليها في الدستور، وكذا المواتق الدولية...

 

 

وهذه سابقة قد تتكرر في مجال أخطر، عندما يطلب نظام العولمة من المغرب من جديد أن يحدد اللغة التي سيبني بها مستقبله؟ وأي مستقبل يريد المغرب؟ بمعنى هل يريد المغرب أن يجر أقدامه وراء فرنسا؟ أو أنجلترا؟ بحكم أن اللغة العربية في حالة إحتضار. أو بتعلة أن نظام العولمة يقتضي توحيد لغة المعاملات...أو بإعتبار الفرانكوفونية و الأنجلوساكسونية يمثلان اداة الإتصال و المعرفة في نظرهم.

 

 

إن نظام العولمة، في هذه الشروط يضع المغرب، وكل شعوب العالم الثالث أمام إختيار استعمال لغة إنجليزية ضعيفة، ولغة فرنسية ضعيفة وغريبة، ولغة عربية ميتة في نظرهم...

 

 

 

وعندما نحدد الإختيار ما بين "السرطان" و "السيدا" تأتي تفاصيل التطبيق لاحقا لتحديد المناطق المباحة و المحرمة على شعوبنا...

 

 

إن المغرب وشعوب دول العالم الثالث يواجهون معضلة من حجم كبير، تهدد مصيرهم النهائي. فالتنازل عن اللغة هو تنازل عن الهوية ووحدة الوطن و المواطنة، ووحدة المشاعر   و الفكر. لأن اللغة هي جزء جوهري في كيان الشعوب، وهي وعاء الأمة بكل أصنافها وتنوعاتها. فاللغة كما تقدم هي الرابطة الوتقى التي تربط بين الكيان اللغوي و الروحي و الحضاري  و الأخلاقي... كيف سيكون جواب المغرب أمام هذه الأسئلة المحرجة و الملحة؟ وكيف سيكون موقف المتقفين و الفقهاء و العلماء في بلادنا ، مما يحاك ضد وطنهم من مخططات تهدد كيان الأمة المغربية بأسرها؟ وما العمل هنا و الان؟








 
هام جداً قبل أن تكتبو تعليقاتكم

اضغط هنـا للكتابة بالعربية

                                             المرجو الالتزام باخلاقيات الحوار، أي تعبيرات قدحية ستسحب

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على الخبر
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق
  * كود التحقق



دراسة ترسم صورة قاتمة عن قبور موتانا

النص الكامل لاستجواب جريدة المساء مع عبد الحميد أمين

المغرب على عتبات التقوبم

من الملكية التنفيدية الى الملكية البرلمانية

حبيب المالكي .. الأزمة ودروسها

الإعدامات في العراق آلة لا تعرف الكلل

أوريد: البام ليس مقدسا

«البام» ليس مقدسا والترهات أرد عليها بالآية الكريمة: «سلاما»

محمد الساسي يكتب عن 20 فبراير

بدأ محاكمة مسربي وثائق علاوات مزوار و بنسودة بالرباط

كيف يمكن للشعب المغربي أن يحافظ عل هويته قبل أن تضيع في إطار قانون التغيير المعولم؟





 
النشرة البريدية

 
القائمة الرئيسية
 

» الرئيسية

 
 

»  صوت وصورة

 
 

»  كاريكاتير و صورة

 
 

»  استطلاع رأي

 
 

»  اخبار

 
 

»  سياسة

 
 

»  مجتمع

 
 

»  اقتصاد

 
 

»  ثقافة و فنون

 
 

»  زووم سبور

 
 

»  جهات و اقاليم

 
 

»  من هنا و هناك

 
 

»   في الذاكرة

 
 

»  كتاب الرأي

 
 

»  تحقيقات

 
 

»  حوارات

 
 

»  أسماء في الاخبار

 
 

»  كلمة لابد منها

 
 

»  بورتريه

 
 

»  أجندة

 
 

»  كواليس زووم بريس

 
 

»  الصحراء اليوم

 
 

»  مغارب

 
 

»  مغاربة العالم

 
 

»  المغرب إفريقيا

 
 
أدسنس
 
سياسة

اللجنة التحضيرية لمؤتمر حزب الاستقلال تبدأ على إيقاع الصفع

 
استطلاع رأي
كيف تجد النشرات الاخبارية في القناة الثانية

هزيلة
متوسطة
لابأس بها
جيدة


 
اخبار

نشرة إنذارية لمستعملي الطريق بسبب سوء الأحوال الجوية

 
ترتيبنا بأليكسا
 
جريدتنا بالفايس بوك
 
مجتمع

مطالب بتشديد العقوبات على مستغلي الاطفال والنساء في التسول

 
اقتصاد

المغرب يتجه لتوطين صناعة حاويات الشحن لتعزيز تنافسيته العالمية

 
البحث بالموقع
 
أجندة

شبكة المقاهي الثقافية تنظم ملتقاها الجهوي بسيدي قاسم

 
في الذاكرة

في رحيل الدكتور عبد المجيد بوزوبع

 
حوارات

العنصر يحمل العثماني مسؤولة التأخير في تحويل الاختصاصات المركزية إلى الجهات وتفعيل برامج التنمية الجهوية

 
زووم سبور

كأس الكاف: القرعة تضع نهضة بركان في مواجهة أبو سليم الليبي

 
مغاربة العالم

إجلاء 289 مغربيا من قطاع غزة

 
الصحراء اليوم

بيدرو سانشيز يجدد التأكيد على موقف إسبانيا الداعم لمغربية الصحراء

 

   للنشر في الموقع 

[email protected] 

اتصل بنا 

[email protected]

   تـنــويه   

الموقع لا يتحمل مسؤولية تعليقات الزوار

فريق العمل 

مدير الموقع و رئيس التحرير: محمد الحمراوي

   المحررون: حميد السماحي، سعاد العيساوي، محمد المدني

ملف الصحافة : 017/3  ص ح  - طبقا لمفتضيات قانون الصحافة و النشر 10 اغسطس 2017

 


  انضمو لنا بالفايس بوك  شركة وصلة  سكريبت اخبار بريس

*جميع المقالات والمواضيع المنشورة في الموقع تعبر عن رأي أصحابها وليس للموقع أي مسؤولية إعلامية أو أدبية أو قانونية