أطلقت الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين (إسبانيا) و جمعية الأيادي المتضامنة (المغرب) الأسبوع الماضي مشروعين لفائدة المهاجرين بالمغرب. المشروع الأول يتضمن برنامج الإدماج الإجتماعي و التربوي والثقافي للمهاجرين المقيمين بالمغرب، و الثاني يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية. كلا المشروعين سينجزان انطلاقاً من مركز التوجيه و الإرشاد للمهاجرين الذي أنشأته الجمعيتان بمدينة مرتيل.
و يهدف البرنامج الأول إلى مساعدة المهاجرين الأجانب القاطنين بالمغرب و تسهيل عملية إقامتهم و اندماجهم الشامل في المحيط الإجتماعي و التربوي و الثقافي، و كذا تيسير ولوجهم إلى الخدمات الأساسية كالتعليم النظامي وغير النظامي، الصحة، السكن…
و من أجل ذلك و بشراكة مع الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وشؤون الهجرة توفر جمعية الأيادي المتضامنة لكافة المهاجرين التأهيل اللغوي و المعرفي في اللغة العربية. تسهيل ولوج المهاجرين إلى الخدمات الإجتماعية (التعليم، الصحة، السكن...)، تقديم الإرشاد و التوجيه القانوني فيما يخص حقوق المهاجرين و تقديم الدعم المدرسي و القيام بأنشطة تربوية لفائدة أبناء المهاجرين.
أما المشروع الثاني فإنه يتعلق بتقديم المساعدات الإنسانية للمهاجرين في وضعية إنسانية صعبة، و خاصة أولئك الذين يعيشون في التراب المغربي في الغابات المحيطة بالسياج على حدود مدينة سبتة. سينجز هذا المشروع بتنسيق بين الجمعية المغربية لإدماج المهاجرين و جمعية الأيادي المتضامنة و بتعاون مع بلدية مالقا والوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة.
و بالإضافة للمساعدات الإنسانية الأساسية كالأكل و الملبس و الأغطية، فإن المركز سيشكل وحدة للتدخل الإجتماعي والطبي مؤلفة من مجموعة من الأطباء والممرضين والأخصائيين الإجتماعيين ومحام. و سيكون بذلك أول مشروع يقدم مساعدات إنسانية لمهاجري جنوب الصحراء الذين هم على الجانب المغربي من السياج الفاصل مع سبتة، و المركز الأول للدعم الشامل للمهاجرين في شمال المغرب.
تجدر الإشارة إلى أن حوالي 300 مهاجر من بلدان إفريقيا الغربية يعيشون حالياً بالغابة المطلة على سبتة و المتواجدة على بعد 4 كيلومترات من مدينة الفنيدق، أغلبهم من الرجال.
ومع ذلك، فإن أكثر ما ألح عليه هؤلاء المهاجرون في اللقاءات الأولى لفريق العمل معهم هي الأغطية والملابس الدافئة والبطانيات لتحميهم من البرد في الهواء الطلق و تبقيهم على قيد الحياة في ليالي الشتاء القارسة.