ندد" حزب النهضة والفضيلة" بما أقدمت عليه صحيفة "شارلي إيبدو"، في عددها ليوم الأربعاء 14 يناير 2015، بإعادة نشر رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، في خطوة أخرى استفزازية لمشاعر مليار ونصف مليار مسلم، تصر الصحيفة المذكورة على الاستهزاء بهويتهم وعقائدهم ومقدساتهم.
و اعتبر الحزب في بيان له إن هذا التصرف غير المسؤول، تحت غطاء حرية الرأي والتعبير، من شأنه تأجيج مشاعر الحقد والكراهية بين الشعوب والأمم، وخلق حالة من الاحتقان لدى المسلمين في كل أقطار الأرض، وإذكاء روح الانتقام، وافتعال أعمال العنف والعنف المضاد، كما من شأنه أن يخلط بين الإرهاب الذي لا دين له ولا لون، وبين الإسلام باعتباره ديانة سماوية تضع في مقدمة مبادئها صيانة كرامة الإنسان، واحترام كل الأديان، وإشاعة ثقافة التسامح في العالمين.
و أضاف الحزب أن حرية التعبير والرأي تتحول إلى شعار أجوف، وتفقد قدسيتها ومصداقيتها ومعناها، عندما تتعمد المس بحقوق الآخرين والاعتداء على مقدساتهم، في حين يكيل العالم الغربي في شأن الحرية بمكيالين عندما يتعلق الأمر بشجب جرائم الصهيونية ومجازرها، أو التشكيك في أساطيرها وخرافاتها، فضلا عن مجرد استنكار المذابح التي تتعرض لها الشعوب الإسلامية في أكثر من منطقة وبلد.
كما اعتبر هذا الفعل المشين، يضع الضمير العالمي اليوم، أمام امتحان الوضوح والمصداقية، إذ كما وقف العالم الإسلامي كله منددا باستباحة الدماء وأعمال العنف التي تطال الأشخاص والمؤسسات باسم الدين، فإن العالم الغربي وفي مقدمته فرنسا، مطالب اليوم بإعمال صوت العقل والحكمة والتبصر، بتجريم الإساءة إلى رموز المسلمين ومقدساتهم، والحفاظ على قيم التعايش والتسامح بين الشعوب، عبر إقرار قوانين محلية ودولية، تعتبر التطاول على كل الأديان جريمة ضد الإنسانية وتحريضا على الإرهاب.
و ثمن حزب النهضة والفضيلة موقف الحكومة المغربية تجاه مسيرة باريس، وإجراءات منع المجلات التي تتضمن موادا مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم، انسجاما مع مشاعر الأمة الإسلامية، ومع توجهات مؤسسة إمارة المؤمنين باعتبارها حامية للقيم الحضارية للشعب المغربي، كما دعا الحكومات العربية والإسلامية إلى إعلان موقف حازم موحد تجاه الإساءة إلى الإسلام والمسلمين، وتشجيع إقامة الأنشطة والفعاليات في الداخل والمهجر تعريفا بشخصية الرسول عليه الصلاة والسلام، وإظهارا لسنته ولعظمة رسالته وسموها وسماحتها، وتبيينا لمفاخر سيرته الشريفة العطرة.