أرجعت المنظمة الديمقراطية للشغل أسباب ظاهرة العنف ضد الاطباء و الممرضين الى ضعف الخدمات الصحية و النقص الحاد في الأطر الطبية والتمريضية خاصة في أقسام المستعجلات ومستشفيات الولادة والأطفال والجراحة والإنعاش.... علاوة على غياب الإمكانات وتعطل التجهيزات التشخيص وغياب الأدوية الضرورية .
كما أرجعت الظاهرة إلى إحساس الموطنين والمرضى الفقراء ودويهم بغياب العدالة الصحية والشفافية في التعامل معهم رغم تقديمهم لبطاقة الراميد يجدون امامهم عراقيل وصعوبات إدارية تفرضها إدارات المستشفيات في وجه المواطنين الفقراء ودوي الدخل المحدود لولوج العلاج والحصول على الدواء مجانا , كما التزمت بذالك الحكومة امام الرأي العام . وهي شعارات تخالف حقيقة ما يصطدمون به من فرض الأداء او العودة للصيدليات لشراء الأدوية والمستلزمات الطبية والجراحية وهو ما يدفعهم الى فقدان الثقة في المؤسسات الصحية ويشككون فيما يسمعونه من الأطباء والممرضين بخصوص عدم وجود الإمكانات و الوسائل الطبية الضرورية المطلوبة . هذا فضلا عن الدور التحريضي لبعض وسائل الإعلام من خلال نقل أخبار زائفة قبل التأكد من صحتها ,كالقيام بتوليد امرأة بالمحمدية "بملاعق المطبخ " والحال انها الة طبية تشبه الملاعق معروفة ب "FORCEPS " تستعمل عند الولادة في بعض الحالات المستعصية . ولم تكلف الوزارة نفسها عناء توضيح الأمر للرأي العام الوطني كأنها تبحث عن الإيقاع بالأطباء.
و قالت المنظمة أن أخطر ما في الأمر هو وبروز خطاب حكومي جديد يقوم بالتحريض ضد الأطباء والممرضين واتهامهم بالإهمال والغياب واللامسؤولية و بالتسبب في وفيات الأمهات الحوامل ...... حسب ما نشر في عدد من المواقع والجرائد الوطنية . وهي اتهامات رخيصة ستؤدي لا محالة الى تزايد حالة الاحتقان والصدامات والاحتكاك بين المواطنين والأطباء والممرضات والقابلات .. نتيجة رغبة الوزارة في الباسهم جلباب المشاكل والاختلالات والإخفاقات التي يعرفها القطاع الصحي العمومي .
و اعتبرت المنظمة أن نتيجة للآثار السلبية التي خلفها هذا الخطاب / الاتهامات في نفوس الأطباء والممرضين والقابلات الدين يبدلون جهودا مضاعفة لتلبية الحاجيات الضرورية للمواطنين رغم بيئة العمل المتردية التي يشتغلون فيها وتقهقر أوضاعهم المادية والمعنوية وأمام الضعف والخصاص والفساد الإداري والمالي الذي يعاني منه القطاع الصحي مركزيا وجهويا ومحليا والدي يعرض الشغيلة الصحية الى المزيد من العنف والاستفزاز والاعتداءات التي تستهدفهم بدأ عدد كبير من الأطباء يفكرون في تقديم استقالتهم .
و قال تقرير للمنظمة الديمقراطية للصحة أن ظاهرة الاعتداءات المتكررة على الأطباء والممرضين والممرضات والقابلات أثناء مزاولة عملهم وتأدية مهامهم بالمستشفيات العمومية والمراكز الصحية وبمصالح المستعجلات خاصة ، أصبحت تقلق بال الشغيلة الصحية . كما باتت هذه الظاهرة تتكرر باستمرار وتتخذ مسارا تصاعديا بسبب عجز وزارة الصحة عن التصدي للانتهاكات وللاعتداءات اللفظية والجسدية في حق العاملين بالقطاع . و ما اختيارها للصمت وسياسة الهروب الى الأمام إلا نوع من التقليل منها والاستخفاف بما يقع لموظفيها .اخر هذه الاعتداءات كان ضحيتها طبيب يعمل بمستعجلات مستشفى السلامة بقلعة السراغنة بجانب الاعتداء الهمجي الذي تعرض له الأطباء والممرضون والطاقم الإداري العاملون بمستعجلات مستشفى الحسن الثاني بفاس ....