اعتبر محللون أن استقبال الملك محمد السادس، اليوم الأربعاء بالقصر الملكي بفاس، لنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، الذي يقوم بزيارة للمغرب للمشاركة في أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال، تعكس عمق العلاقات بين البلدين و البعد الاستراتيجي لهذه العلاقات التي تتجاوز ما هو مرحلي.
و تجدر الإشارة إلى أن انعقاد أشغال الدورة الخامسة للقمة العالمية لريادة الأعمال قرره الملك محمد السادس و الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال الزيارة الملكية لواشنطن في نونبر 2013. و يشكل انعقاد هذا الملتقى الدولي بمراكش في هذه الظرفية التي تعيشها منطقة شمال إفريقيا و العالم العربي المتميزة بتنامي العنف و الإرهاب، دلالة واضحة للاستقرار و الامن السائدان في المغرب عكس دول الجوار.
هذه القمة تعكس أيضا أيضا، إرادة ملكية قوية لإشراك الولايات المتحدة كحليف استراتيجي للمغرب لتطوير تعاون استراتيجي ثلاثي بإفريقيا، لاسيما في مجالات الولوج إلى الطاقة والأمن الغذائي. و قد كشفت زيارة الملك محمد السادس مؤخرا لعدد من البلدان الافريقية الرغبة الاكيدة للمغرب في جعل إفريقيا قطبا تنمويا و شريكا في التنمية المستدامة للمغرب.
و أكد محللون أن المباحثات التي جرت بين الملك محمد السادس ونائب الرئيس الأمريكي ، ستنعكس بالإيجاب ، بالإضافة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية التي تجمع بين البلدين والتي تستمد قوتها من أسسها التاريخية، على قضية الصحراء المغربية التي دخلت منعطفا حاسما بعد خطاب المسيرة الأخير. كما أن اللقاء يعكس دور الملك محمد السادس في عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وخاصة الوضع في منطقتي الساحل والشرق الأوسط، والنزاع العربي الإسرائيلي .
وأفاد البيت الأبيض في بيان صحفي، بأن بايدن سيلقي كلمة خلال المنتدى ، يؤكد فيها على الدعم الأميركي لجهود المغرب والإنجازات التي حققتها المملكة على صعيد الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
يذكر أن المنتدى الدولي لريادة الأعمال انطلق في عام 2009 بمبادرة من الرئيس باراك أوباما، وساهم في توفير منصة دولية لدعم التواصل بين رواد الأعمال في الولايات المتحدة والمجتمعات الإسلامية حول العالم.
و كان الرئيس الاميركي باراك أوباما قد استقبل لأول مرة، الملك محمد السادس شهر نونبر 2013، و أجري معه مباحثات هامة تركزت خصوصا على الامن و المجالات الاقتصادية, و عقد محمد السادس اجتماعا مع الرئيس أوباما في مكتب البيت الابيض. و ساعات قليلة قبل هذا الاجتماع بين باراك أوباما والملك محمد السادس، قال البيت الابيض أن خطة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء “جدي وواقعي وموثوق بها”، و هو ما يشكل ضربة موجعة لبوليساريو و داعميها خصوصا الجزائر.