اختار فؤاد عبد المومني منظر "الثورجية الجديدة "في صالونات العتمة، أن يقتنص فرصة رأى أنها مواتية ليمرر خطاباته الثورجية المفلسة، و التي لا تجمع سوى ثلة من اللاهثين نحو الشهرة الخادعة و الفاشلين في مشاريعهم الفكرية كعبداللطيف حسني و عبدالله الحمودي، و من يدور في فلكهم من عبدة الأوهام .
و مناسبة هذا الحديث ، ما كتبه منظر "حركة أين الثروة" حول تدخل الملك لتسهيل استرجاع مواطنة فرنسية لأبنائها بعد أن حاول مغربي داعشي اختطافهن. فالسيد المومني لا يعرف شيئا اسمه "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم" ، و لأن الاتفاقية القضائية بين المغرب و فرنسا متوقفة فيجب على الجميع ان يذهب للجحيم.
إن تحليل فؤاد عبد المومني الذي طالب بأبعاد الملك عن التدخل في أشياء قال إنها بيد القضاء، ليس سوى فكرة خبيثة تتستر وراء "استقلال القضاء" و الدفاع عن فصل السلط، أما النية الحقيقية لكلامه فيعرفها جيدا من يبحثون في "أين ذهبت الثروة".
و عوض أن ينادي اليساري القديم و الذي سلم رقاب البسطاء لمؤسسات القروض الصغرى لتأكلهم، بالتفكير في الأسباب الثقافية التي تجعل أناسا عاديين يسقطون في براثن التطرف الديني و الإرهاب، نجده يجالس من هم من أصحاب اللحى و المنادين بالخلافة الراشدة و الغير الراشدة و مقدسي فكرة الإمامة، بل يطالب بالتحالف معهم و عدم شيطنتهم.
فشخص ينظر للتحالف مع الشيطان من اجل السلطة، لا يمكن أن تصدر عنه سوى أفكار ملغومة، و الحقيقة أن صاحبنا لا يسعى سوى لشيطنة تدخل سليم و منطقي للملك في قضية إنسانية أولا، و قضية دبلوماسية ثانيا. و الحقيقة الثابتة أن أصحاب الربيع العربي و منظريه لا يأتي من ورائهم سوى الخراب و القطيعة ، لان أنفسهم جبلت على الخديعة و الكولسة و الصيد في الماء العكر.